المواطنون يدفعون فاتورة الغلاء والفساد، دون أن يكون لهم حتى الحق في التعبير..الغلوسي: “لا تصبوا الزيت على النار!”
05/03/2025
0
تحرير: جيهان مشكور
يرى الناشط الحقوقي محمد الغلوسي أن هناك نية واضحة لتكميم الأفواه، من خلال تعميم القمع والمتابعات القضائية التي تستهدف الصحفيين والحقوقيين والمدونين، إضافة إلى المناهضين للتطبيع وكاشفي الفساد ونهب المال العام.
يعتبر الغلوسي في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، أن هذا التوجه بدأ بالتهديدات وانتهى إلى محاكمات وأحكام قاسية في حق المنتقدين، باعتباره خطة استباقية تهدف إلى كبح أي تحول نوعي في الوعي المجتمعي تجاه القضايا العادلة.
يؤكد الغلوسي أن هذا التوجه، الذي بات يعبر عن نفسه سياسياً بكل وضوح، يجد امتداداته في مؤسسات الدولة والمجتمع، فهو يمثل مصالح المستفيدين من الفساد والريع والإثراء غير المشروع، الذين يسعون إلى عرقلة أي مبادرات إصلاحية قد تؤدي إلى تحول ديمقراطي حقيقي.
ويرى أن هؤلاء هم من ضغطوا بقوة لمنع الجمعيات من تقديم شكايات ضد ناهبي المال العام، بل وذهبوا أبعد من ذلك، حيث امتد نفوذهم إلى النيابة العامة لمنعها من تحريك الأبحاث والمتابعات القضائية، وهو ما كُرس في المادة 3 من مشروع المسطرة الجنائية.
ويشير الغلوسي إلى أن هذا التوجه نفسه هو من هاجم الهيئة الوطنية للنزاهة وحاول تقويض عملها، كما عمل على الالتفاف على تجريم الإثراء غير المشروع وتضارب المصالح، في خطوة وصفها بأنها انقلاب خطير على الفصل 36 من الدستور ويؤكد الغلوسي في التدوينة ذاتها، أن هذا النهج لا يتوقف عند استغلال مواقع السلطة لتحقيق الثروة، بل يتجسد أيضاً في تمرير الصفقات لصالح شبكات نافذة داخل مراكز القرار، مستشهداً بحالات تورط شخصيات سياسية في شبكات الاتجار الدولي بالمخدرات وسرقة المال العام واستغلال النفوذ.
وفي ظل هذا الواقع، يرى الغلوسي أن المجتمع بأسره أصبح مضطراً لتحمل تكلفة هذا التوجه، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، فالمواطنون يدفعون يومياً فاتورة الغلاء والاحتكار والفساد، دون أن يكون لهم حتى الحق في التعبير عن رفضهم لهذا الوضع، وهو ما وصفه بأنه “أضعف الإيمان”.
أما ضحايا زلزال الأطلس الكبير، فقد وجدوا أنفسهم لا يواجهون فقط قساوة الطبيعة والفقر والإهمال والبطالة، بل أيضاً الأحكام القضائية القاسية، في صورة تعكس حجم المفارقة بين الاحتياجات الإنسانية الأساسية والواقع القانوني المفروض.
وفي ختام تدوينته، يحذر الغلوسي من الاستمرار في الضغط على الفئات البسيطة والمهمشة، مؤكداً أن صبرها قد ينفد في أي لحظة، ويشدد على أن الناس فقدت الثقة في المؤسسات وتحملت الظلم والتهميش لأبعد الحدود، موجهاً نداءً واضحاً: “لا تصبوا الزيت على النار!”