
يُعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لتحسين الروحانية والتقوى، لكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من داء السكري، فإنه قد يطرح تحديات صحية تتطلب الانتباه والمراقبة الدقيقة، فعلى الرغم من أن مرضى السكري من النوع الثاني يمكنهم الصيام بشكل عام، بشرط أن تكون المخاطر الصحية منخفضة، إلا أن هناك مجموعة من الإرشادات والنصائح التي يجب اتباعها لضمان سلامتهم خلال هذا الشهر الفضيل.
و قبل الشروع في الصيام، من المهم أن يستشير مرضى السكري طبيبهم لتقييم حالتهم الصحية وتحديد أي تعديلات قد تكون ضرورية في نظام الأدوية،، و يعد هذا خطوة أساسية، حيث إن الأدوية التي يتناولها مريض السكري قد تحتاج إلى تعديل وفقًا لساعات الصيام وأوقات تناول الطعام،كما يجب أن يتمكن الطبيب من تحديد الأنسب للمريض بناءً على مستوى السكر في الدم ووضعه الصحي العام.
من الأهمية بمكان أن يراقب مرضى السكري مستويات سكر الدم بانتظام طوال اليوم، خاصة في ساعات الصيام، حيث أن أي خلل في توازن السكر، مثل الانخفاض المفرط أو الارتفاع الحاد،قد تكون نتائجه وخيمة، هذا و يجب على المريض اتخاذ القرار المناسب بخصوص الاستمرار في الصيام أو التوقف عنه. في حال انخفاض مستويات السكر بشكل مفرط، قد يظهر على المريض أعراض مثل الرعشة، الدوار، أو التعرق الشديد، وفي هذه الحالات، إذا كانت القياسات أقل من 70 مليغرام/ديسيلتر، يجب أن يتوقف المريض عن الصيام فورًا لتجنب تفاقم الوضع.
على النقيض من ذلك، إذا ارتفعت مستويات السكر في الدم بشكل مفرط، قد تظهر أعراض أخرى مثل كثرة التبول، الشعور بالتعب، الغثيان، أو الارتباك الذهني، وفي حال تجاوزت مستويات السكر 300 مليغرام/ديسيلتر، يعتبر هذا مؤشرًا خطيرًا على عدم التوازن ويستدعي التدخل الطبي الفوري…في هذه الحالة، ينبغي على المريض التوقف عن الصيام فورًا والتواصل مع الطبيب لإجراء التعديلات اللازمة في العلاج.
من جانب آخر، يُعد التخطيط المسبق للوجبات أمرًا بالغ الأهمية لضبط مستويات السكر في الدم.
في وجبة الإفطار، غالبًا ما يميل الناس إلى تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، مما قد يتسبب في تقلبات حادة في مستويات السكر، لذا يُنصح مرضى السكري بتجنب الحلويات والمشروبات المحلاة والتركيز على الأطعمة التي تحتوي على نسب منخفضة من السكر، مثل الحبوب الكاملة، البقوليات، والخضروات، بالإضافة إلى البروتينات الخالية من الدهون.
أما بالنسبة لوجبة السحور، فيُفضل اختيار الأطعمة الغنية بالألياف، حيث تساعد هذه الأطعمة في إطالة شعور الشبع طوال ساعات النهار، إضافة إلى منتجات الحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر أو الشوفان التي تعتبر مثالية لهذه الوجبة، حيث إنها توفر طاقة طويلة الأمد دون أن ترفع مستويات السكر في الدم بشكل سريع.
من خلال اتباع هذه النصائح والإجراءات الوقائية، يمكن لمرضى السكري الاستمتاع بصيام آمن خلال شهر رمضان، مع الحفاظ على توازن صحي لمستويات السكر في الدم والتقليل من المخاطر المرتبطة بهذا المرض.