اقتصادالرئسية

شراكة أقوى بين المغرب وإسبانيا بعد 3 سنوات من التحول التاريخي في موقف مدريد من الصحراء

قبل ثلاث سنوات، شكلت رسالة بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس نقطة تحول فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، حيث فتحت صفحة جديدة من التعاون الوثيق الذي وصفته الحكومة الإسبانية بـ”الاستثنائي وغير المسبوق”.

هذا التحول الاستراتيجي جاء بعد دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007 كحل واقعي وجاد لقضية الصحراء المغربية، مما عزز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات المغربية الإسبانية تقدما ملحوظا شمل تعزيز التعاون في قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تحقيق إنجازات اقتصادية وتجارية مهمة.

إنجازات اقتصادية وتجارية بارزة

تؤكد البيانات الاقتصادية أن إسبانيا أصبحت الشريك التجاري الأول للمغرب خلال عام 2024، حيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين حوالي 22.7 مليار يورو، مع تسجيل زيادة في الصادرات الإسبانية بنسبة 5.9%، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 8.9%. ويعكس هذا النمو الديناميكية التجارية بين البلدين، والتي استمرت في التصاعد حتى خلال فترات التحديات الدبلوماسية السابقة.

تعاون وثيق في قضايا الأمن والتنمية

تعد الشراكة بين المغرب وإسبانيا نموذجا ناجحا للتعاون في مكافحة الجريمة المنظمة، حيث تمكن البلدان من إحراز تقدم ملموس في محاربة شبكات الهجرة غير الشرعية والإرهاب، مما جعل هذا التعاون نموذجا يحتذى به على المستوى الأوروبي.

وفي إطار تعزيز التكامل الاقتصادي، شهد العام الماضي إعادة فتح المعابر الجمركية في سبتة ومليلية، مما يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

وإلى جانب التعاون الاقتصادي والأمني، يجمع بين المغرب وإسبانيا مشروع استراتيجي هام يتمثل في تنظيم كأس العالم 2030، بالشراكة مع البرتغال، وهو إنجاز يعكس مدى قوة العلاقات بين الدول الثلاث وقدرتها على إنجاح مشاريع دولية كبرى.

كما تواصل اللجان المشتركة بين البلدين مناقشة قضايا ذات أهمية استراتيجية، مثل ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون في إدارة المجال الجوي، مما يبرهن على روح التعاون البناء بين الجانبين.

في ظل هذه الدينامية الإيجابية، تستمر العلاقات المغربية الإسبانية في التطور نحو آفاق أوسع، مدعومةً برغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية وضمان مصالح البلدين في مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى