الرئسيةثقافة وفنون

“Materialists” حين يتقاطع الحب مع الواقع في دراما رومانسية واعدة

أطلقت المخرجة سيلين سونغ التريلر الرسمي لفيلمها الجديد Materialists، وهو العمل الذي يأتي بعد نجاحها اللافت في فيلم Past Lives. التريلر يوحي بأننا على أعتاب عودة قوية لنوعية الأفلام الرومانسية التي طبعت عصور السينما الذهبية، غير أنه قد يكون كشف عن تفاصيل أكثر مما ينبغي بخصوص القصة، مما يثير التساؤل حول مدى تأثير ذلك على تجربة المشاهدة.

تدور أحداث الفيلم حول لوسي، التي تجسدها داكوتا جونسون، وهي خبيرة مواعدة ناجحة تمتلك موهبة استثنائية في الجمع بين الأزواج وصناعة قصص الحب السعيدة، و رغم احترافيتها في هذا المجال، إلا أن حياتها العاطفية تبدو على النقيض تمامًا، إذ تعيش تعقيدات داخلية تجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مشاعرها، و في إحدى حفلات الزفاف التي قامت بتنظيمها، تتعرف على رجل ثري، يؤدي دوره بيدرو باسكال، تتوفر فيه كل الصفات التي لطالما حلمت بها، ليبدو وكأنه الشريك المثالي من الناحية النظرية، لكن الأمور تتعقد عندما يظهر في حياتها من جديد حبيبها السابق، الذي يجسده كريس إيفانز، وهو شخص لا يمتلك الكمال الذي تجده في الرجل الجديد، لكنه يحمل في طياته ذكريات حب عميقة يصعب تجاوزها، حيث تجد لوسي نفسها ممزقة بين خيارين متناقضين: الاستقرار مع الرجل الذي يتماشى مع المعايير الاجتماعية للمثالية، أم الانجراف وراء المشاعر القديمة التي رغم كل عيوبها تحمل دفئًا وألفة لا تعوض.

الفيلم يتناول بشكل ذكي فكرة الحب كمفهوم مجرد مقابل الحب كحالة واقعية مليئة بالتحديات، كما يسلط الضوء على الفجوة بين الصورة المثالية التي نرسمها لشريك الحياة وبين الحقيقة التي نصطدم بها عند مواجهتها على أرض الواقع.

و من خلال هذا الطرح، يبدو أن سونغ تسعى إلى تقديم قصة رومانسية ذات طابع معاصر، تجمع بين الأحلام الوردية والتعقيدات العاطفية التي نعيشها جميعًا، مما قد يجعل الفيلم يتجاوز كونه مجرد دراما رومانسية تقليدية إلى عمل يحمل بعدًا نفسيًا واجتماعيًا أعمق.

من المنتظر أن يبدأ عرض الفيلم في القاعات السينمائية يوم 13 يونيو، وسط ترقب واسع من عشاق السينما الرومانسية، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته المخرجة في عملها السابق، فهل سيكون Matérialistes قادرًا على إحياء الرومانسية الكلاسيكية مع لمسة حداثية، أم أنه سيظل مجرد محاولة أخرى لإعادة إحياء هذا النوع من الأفلام؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى