الرئسيةثقافة وفنون

التحرش بطفل في مسلسل مصري يثير جدلا.. والمخرج يوضح

أثار مسلسل “لام شمسية”، الذي انطلق عرضه خلال النصف الثاني من شهر رمضان، نقاشًا واسعًا بعد بث حلقاته الأولى، حيث تطرق إلى قضية شائكة وحساسة تتعلق بالتحرش الجنسي بالأطفال، وجاءت ردود الفعل متباينة بين من انتقدوا إقحام طفل في أداء مشاهد تمثيلية تجسد هذا النوع من الاعتداء، وبين من اعتبروا أن الطرح ضروري لنشر الوعي وتسليط الضوء على الظاهرة التي تعاني منها مجتمعات عدة.

تدور أحداث العمل حول شخصية “نيللي”، التي تؤدي دورها الفنانة أمينة خليل، وهي معلمة تعمل في مدرسة يدرس فيها الطفل “يوسف”، الذي يجسد دوره الممثل الصغير علي البيلي. يوسف هو ابن زوجها “طارق”، الذي يؤدي شخصيته أحمد السعدني، وهو طفل يعاني من مشكلات نفسية غامضة تتكشف تدريجيًا مع تطور الأحداث.

العمل يسعى إلى تقديم معالجة درامية لقضايا اجتماعية ذات بعد إنساني عميق، لكنه وجد نفسه في قلب عاصفة من الجدل بعد أن أثارت بعض مشاهده انتقادات لاذعة.

في مواجهة الانتقادات المتزايدة، خرج مخرج المسلسل، كريم الشناوي، عن صمته موضحًا تفاصيل ما حدث خلف الكواليس لضمان سلامة الطفل أثناء التصوير.

في نفس السياق، نشر الشناوي مقطع فيديو من موقع التصوير، مؤكدًا أن المسلسل التزم بأقصى درجات الحرص في التعامل مع الطفل الممثل، مشيرًا إلى أن المدربة سارة عزيز، وهي مديرة ومؤسسة منظمة “Safe Egypt” وعضو في المجلس القومي للأمومة والطفولة، كانت متواجدة في موقع التصوير لضمان أن الطفل لم يتعرض لأي ضغوط نفسية أو مواقف غير محسوبة، كما أوضح أن جميع أفراد طاقم العمل خضعوا لتدريبات متخصصة حول كيفية التعامل مع الأطفال أثناء التصوير، حرصًا على ألا يؤثر العمل على الطفل نفسيًا بأي شكل من الأشكال.

المسلسل الذي كتبتة مريم نعوم، لم يواجه الانتقادات فقط من الجمهور، بل أثار أيضًا نقاشًا بين المختصين والمهتمين بحماية الطفل في الإعلام والدراما.

من جانبها، دافعت نعوم عن العمل، مؤكدة أن الهدف من تقديم هذه القصة ليس الإثارة، بل تسليط الضوء على قضية مسكوت عنها، و صرحت عبر حسابها على فيسبوك أنها تتحدث بصفتها أمًا وليس فقط ككاتبة سيناريو، معبرة عن قلقها من أن بعض ردود الفعل قد تضع الطفل الممثل في موقف صعب، وداعية الجمهور إلى تجنب التحليلات غير العلمية أو الأسئلة التي قد تسبب له الارتباك أو الإحراج، كما و أكدت أن المسلسل سيجيب على كل التساؤلات المطروحة من خلال تطور الأحداث، مشيرة إلى أهمية التركيز على الهدف الأسمى، وهو نشر الوعي حول هذه القضية الخطيرة.

و رغم الجدل المثار، يحظى المسلسل بمتابعة كبيرة، حيث يضم نخبة من النجوم، من بينهم يسرا اللوزي، ومحمد شاهين، وأحمد السعدني، إلى جانب أمينة خليل، ويبدو أن العمل سيستمر في إثارة النقاش طوال فترة عرضه، بين من يعتبرونه خطوة جريئة نحو معالجة قضايا حساسة، ومن يرون فيه تجاوزًا للخطوط الحمراء، خصوصًا فيما يتعلق بإشراك الأطفال في أداء مشاهد من هذا النوع.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن للدراما أن تتناول مثل هذه القضايا دون إثارة الجدل، أم أن الجرأة في الطرح هي السبيل الوحيد لكسر الصمت حولها؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى