اقتصادالرئسية

نبوءة كيوساكي.. هل نحن أمام أزمة اقتصادية بحجم الكساد الكبير؟

تحرير: جيهان مشكور

وسط أجواء من القلق الاقتصادي العالمي، يتجدد التحذير من أزمة مالية تلوح في الأفق، هذه المرة على لسان الخبير المالي ومؤلف الكتاب الشهير “الأب الغني والأب الفقير”، روبرت كيوساكي، فقد أعرب عن مخاوفه من انهيار اقتصادي غير مسبوق قد يضرب الأسواق في عام 2025، مشيرًا إلى أن التراجع الحاد الذي تشهده الأسواق المالية قد يكون مقدمة لركود اقتصادي بحجم “الكساد الكبير”.

في منشور له عبر منصة “إكس”، أعاد كيوساكي تسليط الضوء على توقعاته السابقة التي نشرها عام 2014 في كتابه “نبوءة الأب الغني”، حيث حذر آنذاك من انهيار مالي سيكون الأكبر في تاريخ سوق الأسهم.

اليوم، و نحن في 2025، يبدو أن هذه التحذيرات تتحول إلى واقع، حيث تعيش الأسواق حالة من التذبذب الحاد وسط تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة كساد جديد.

و انعكست هذه التوترات بوضوح في أداء المؤشرات المالية، حيث شهد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” انخفاضًا بأكثر من 10% من أعلى مستوياته المسجلة في فبراير 2025، وتزامن هذا التراجع مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول عدة، خاصة بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض تعريفات جمركية جديدة، وهو ما أضاف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد الاقتصادي العالمي.

يرى الخبراء أن هذه التقلبات تعكس حالة عدم اليقين التي تهيمن على الأسواق، مما يستوجب على المستثمرين تبني استراتيجيات حصيفة لحماية أصولهم المالية في ظل التغيرات المحتملة.

في هذا السياق، يقدم كيوساكي رؤيته حول كيفية تجاوز هذه الأزمة، مشيرًا إلى استراتيجيتين رئيسيتين يمكن أن تساعدا الأفراد في تحقيق مكاسب مالية رغم التحديات.

و يؤكد كيوساكي أن الأصول الملموسة مثل الذهب والفضة والعملات الرقمية تمثل خيارات استثمارية ذكية للتحوط ضد تقلبات السوق، وقد شهدت أسعار هذه الأصول ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، مما يعزز من مكانتها كأدوات لحماية الثروة في الأوقات العصيبة.

و سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 43.5% خلال عام، ليصل سعر الأونصة إلى 3,013.40 دولارًا، بينما ارتفعت الفضة بنسبة 45.1%، لتصل إلى 33.96 دولارًا للأونصة، أما البيتكوين، فقد واصل صعوده ليصل إلى 83,308 دولارات، محققًا نموًا مذهلًا بنسبة 786% خلال خمس سنوات.

يعكس هذا الاتجاه التصاعدي تزايد ثقة المستثمرين في هذه الأصول كوسيلة للتحوط من تقلبات الاقتصاد العالمي.

إلى جانب الاستثمار في الأصول الآمنة، يشدد كيوساكي على أهمية ريادة الأعمال كوسيلة فعالة لمواجهة الركود الاقتصادي، فالأزمات، على الرغم من تحدياتها، تفتح أبوابًا لفرص جديدة يمكن استغلالها بذكاء، ويدعو الخبير المالي الأفراد إلى التفكير في بدء مشاريع خاصة تتماشى مع احتياجات السوق المتغيرة.

من بين المجالات التي قد تشهد ازدهارًا خلال الأزمة، يبرز قطاع الزراعة وإنتاج وبيع المنتجات المحلية كأحد الخيارات الواعدة، إلى جانب مشاريع تربية الدواجن والماشية التي تلبي الطلب المتزايد على المواد الغذائية، كما توفر الأعمال الرقمية والعمل الحر بدائل قوية لأولئك الذين يسعون إلى تحقيق دخل مستقل بعيدًا عن التقلبات التي تعصف بوظائف القطاع التقليدي.

و مع تصاعد المخاوف الاقتصادية، تظل التساؤلات مفتوحة حول مدى خطورة الأزمة المحتملة وما إذا كان العالم على مشارف كساد كبير جديد، لكن الأمر المؤكد، وفقًا للخبراء، هو أن التخطيط المالي السليم واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة سيظلان العامل الحاسم في تحديد قدرة الأفراد والشركات على التكيف مع المرحلة المقبلة، وبينما يستعد الاقتصاد العالمي لفصل جديد من التحديات، يظل الوعي المالي والاستعداد المسبق هما المفتاح لتجاوز العاصفة بأقل الخسائر الممكنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى