هل يمكن أن يكون معرض GTX نقطة تحول في استراتيجيات الاستثمار بالمغرب، أم سيكون فقط هدر لموارد مالية ضخمة؟
26/03/2025
0
تحرير: جيهان مشكور
يعود معرض GTX للانعقاد من جديد، هذه المرة في تنظيم مشترك بين المغرب والإمارات، حيث تحتضن مدينة مراكش في الفترة الممتدة من 14 إلى 16 أبريل المقبل النسخة الثالثة من “جيتكس إفريقيا المغرب 2025”.
وهو حدث يُتوقع أن يفتح الباب أمام العديد من الفرص الاقتصادية، و تُعتبر الإمارات من القوى الرائدة في مجالات الاستثمارات والتكنولوجيا المتقدمة، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يضيف بُعداً استراتيجياً لهذا المعرض، بالنظر إلى الخبرات العالية التي تتمتع بها الإمارات في مجال إدارة المشاريع الكبرى، لكن هذه العودة تثير تساؤلات جدية حول فاعلية هذا المعرض في تحقيق أهدافه الاقتصادية للمغرب، وهل سيظل مجرد حدث استعراضي دون نتائج ملموسة على الأرض؟
إن التجربة السابقة مع المعرض تحت إشراف الوزيرة السابقة كانت مخيبة للآمال، فقد تم إنفاق مبالغ ضخمة على تنظيم الفعالية، إلا أن هذه الأموال لم تُترجم إلى نتائج اقتصادية حقيقية.
فبينما استفادت الشركات المنظمة من أرباح غير متناسبة، واحتُسبت تكاليف استضافة الوفود الأجنبية بالملايين، لم يكن هناك أي مردود ملموس يعود على الاقتصاد الوطني، و لم تُترجم تلك الاستعراضات الكبرى إلى شراكات استراتيجية أو استثمارات ملموسة، مما جعل العديد من المراقبين يشككون في جدوى مثل هذه التظاهرات.
يطرح هذا الوضع تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت هذه الفعاليات حقاً تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، أم أنها مجرد مناسبات تستنزف الموارد دون أن تضيف قيمة حقيقية، من هنا، تبرز أهمية التفكير العميق في كيفية تحويل مثل هذه المعارض إلى فرص استثمارية حقيقية بدلاً من أن تظل مجرد منابر دعائية مكلفة.
و اليوم، مع تولي الوزيرة الحالية، التي يقال انها تتمتع بخبرة واسعة في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا، وأنه يبدو وكأن هناك فرصة حقيقية لإصلاح هذا المسار.
فهل ستتمكن هذه الوزيرة من استخدام هذه التظاهرة الكبرى لإعادة توجيه بعض من المسار الاقتصادي وتحقيق نتائج إيجابية ملموسة؟ و هل ستتمكن من تجاوز الأخطاء السابقة وتحويل المعرض إلى منصة حقيقية للتعاون والشراكات التي تعود بالنفع على المغرب؟
إن الرهان الأساسي لا يكمن في تنظيم الحدث نفسه فقط، بل في قدرة الحكومة على تحويله إلى فرص استثمارية فعلية، تساهم في دعم النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، بدلاً من أن تظل هذه الفعاليات مجرد مناسبات للاحتفالات الفارغة والبهرجة المزيفة التي تستهلك موارد ضخمة دون مردود يذكر.