الرئسيةثقافة وفنوندابا tv

فيروز ترفض تكريمها في مهرجان رغم العرض المغري: قرار يكشف عن فلسفة فنية تتجاوز المال+فيديو

تحرير: جيهان مشكور

في خطوة تعكس نهجها الثابت وقرارها الراسخ في الابتعاد عن الأضواء، رفضت السيدة فيروز، أيقونة الغناء العربي، دعوة لتكريمها ضمن فعاليات مهرجان “موازين” بالمغرب، رغم العرض المالي الكبير الذي قُدّم لها.

يأتي هذا القرار في سياق سلسلة من الاعتذارات السابقة، و يثير تساؤلات حول رؤيتها للمشاركة في الفعاليات الفنية الكبرى ومدى تمسكها بمواقفها الفنية والشخصية.

فوفقاً لمصادر مقربة من إدارة المهرجان، فإن هذه الدعوة لم تكن كسابقاتها التي تلقتها فيروز على مدار سنوات، حيث لم يكن المقترح يشمل إحياء حفلة غنائية نظراً لتقدمها في السن، بل كان يتعلق فقط بتخصيص تكريم استثنائي لها تقديراً لمسيرتها الفنية العريقة، ومع ذلك، لم يلقَ هذا العرض استحسانها، مما دفعها إلى الاعتذار، تماماً كما فعلت في مرات سابقة عندما رفضت عروضاً مغرية للغناء في المغرب بسبب عدم توفر فضاءات تتسع للجماهير الكبيرة التي تحضر حفلاتها.

اللافت في هذا الرفض أن المبلغ المالي الذي عُرض عليها كان مرتفعاً بشكل غير مسبوق مقارنة بمثل هذه الفعاليات التكريمية، ما يؤكد أن إدارة المهرجان كانت عازمة على تكريمها بطريقة تليق بمكانتها الفنية، لكن ورغم هذا العرض السخي، اختارت فيروز الابتعاد عن الأضواء، استمراراً لمسيرتها المتفردة في انتقاء المناسبات التي تظهر فيها.

يعيد هذا القرار إلى الأذهان مواقف مشابهة اتخذتها فيروز طوال السنوات الماضية، حيث تجنبت المشاركة في العديد من المهرجانات الكبرى، سواء في الدول العربية أو الخليجية، رغم ما تقدمه هذه الأخيرة من مبالغ طائلة للفنانين، ويرى كثيرون أن فيروز لم تكن يوماً فنانةً تسعى وراء العروض المالية، بل حافظت على نهجها الراسخ في انتقاء ظهورها الفني بعناية فائقة، مما جعل حضورها نادراً لكنه دائماً مؤثراً.

https://www.youtube.com/watch?v=ip8TxFPlOFM

تعد فيروز رمزاً من رموز الفن العربي الأصيل، فهي ليست مجرد مغنية، بل هي حالة فنية وثقافية متكاملة، عُرفت منذ بداياتها بالتزامها الفني والوطني، حيث لم تكن أغنياتها مجرد ألحان عابرة، بل جسدت قضايا إنسانية ووطنية بعمق فريد، حيث ظل غناؤها للقدس وفلسطين شاهداً على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، كما أن ارتباطها بلبنان كرمز للهوية الوطنية ظل سمة بارزة في أعمالها.

قرارها الأخير بعدم قبول التكريم في “موازين” يعكس استمرارها في مسارها الفني الذي يتجاوز الماديات، ويدل على رؤية شخصية لا تخضع لمتغيرات السوق الفني.

وبينما قد يراه البعض موقفاً متحفظاً، يراه آخرون تعبيراً عن قناعة راسخة بعدم الظهور إلا في المناسبات التي تتماشى مع رؤيتها الخاصة للفن، ومهما كانت الأسباب، فإن فيروز تظل حالة استثنائية في عالم الغناء العربي، ورمزاً فنياً لا يتكرر بسهولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى