الرئسيةحول العالم

إيران تحذّر ترامب من “الخيار العسكري” قبيل انطلاق المحادثات السبت في عُمان

أ ف ب: حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب من التلويح بالخيار العسكري قبل المحادثات النووية، قائلا، إن طهران لن تقبل أبدا “بالإكراه”.

وفي مقال رأي نشر في صحيفة “واشنطن بوست”، كرر عراقجي تصريحات سابقة لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مفادها أن التوصل إلى اتفاق سيكون ممكنا إذا أبدت الولايات المتحدة حسن نية.

وقبل إجراء محادثات في سلطنة عمان، حذر عراقجي أيضا من الخيار العسكري.

وكتب عراقجي، “للمضي قدما، اليوم، علينا أولا أن نتفق على أنه لا يمكن أن يكون هناك (خيار عسكري) ناهيك عن (حل عسكري)”.

وقال، “الأمة الإيرانية الفخورة، التي تعتمد حكومتي على قوتها للردع الحقيقي، لن تقبل أبدا بالإكراه والفرض”.

وفي إشارة إلى مساعي الرئيس الأميركي لإنهاء النزاع في أوكرانيا، أكد الوزير الإيراني، “لا يمكننا أن نتخيل الرئيس ترامب راغبا في أن يصبح رئيسا أميركيا آخر غارقا في حرب كارثية في الشرق الأوسط – نزاع سيمتد بسرعة إلى جميع أنحاء المنطقة ويكلف أضعافا مضاعفة عن تريليونات دولارات دافعي الضرائب التي أحرقها أسلافه في أفغانستان والعراق”.

واعتبرت إيران، أمس، أن التوصل إلى اتفاق ممكن في حال حضرت الولايات المتحدة “بإرادة حقيقية” إلى المحادثات المقرر عقدها في سلطنة عمان، السبت، مؤكدة أن الأولوية بالنسبة إليها تبقى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليل الاثنين، بشكل مفاجئ، أن بلاده ستبدأ مباحثات “مباشرة” رفيعة المستوى مع إيران بشأن برنامجها النووي، السبت المقبل، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.

وأكدت طهران أن المحادثات ستعقد في عُمان لكنها شددت على أنها ستكون “غير مباشرة”. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن عراقجي سيمثّل طهران، بينما سيحضر عن الجانب الأميركي الموفد الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا” عن عراقجي قوله، إن المفاوضات “ستتم بشكل غير مباشر، ولن يتم القبول بأي طريقة أخرى للتفاوض”.

وشدد على أن “كيفية المفاوضات، سواء مباشرة أو غير مباشرة، ليست ذات أهمية أساسية. إنما ما يهم فعلا، هو إذا ما كانت المفاوضات فعالة أو غير فعالة، ومدى جدية الأطراف ونواياهم، وإرادتهم في التوصل إلى اتفاق”.

ورأى وزير الخارجية الإيراني أن “الكرة في ملعب أميركا… فإذا جاء الجانب الآخر إلى عُمان بإرادة حقيقية، فإننا بالتأكيد سنحقق نتائج”.

وكان ترامب قال خلال استقباله نتنياهو، إن واشنطن تتواصل مع الإيرانيين و”سنعقد اجتماعا مهما جدا، السبت، ونتعامل معهم بشكل مباشر”.

وأتى موقف ترامب غداة رفض طهران إجراء مفاوضات مباشرة بشأن اتفاق جديد لتقييد برنامجها النووي، معتبرة أن “لا معنى” لذلك في ظل التهديدات و”التناقضات” من الإدارة الأميركية.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة “ضغوط قصوى” حيال الجمهورية الإسلامية، كان من أبرز محطاتها سحب بلاده أحاديا في 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

وعقب عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني، عاود ترامب اعتماد سياسة “الضغوط القصوى” حيال طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.

وشدد عراقجي على أنه في المباحثات “نسعى إلى ضمان مصالح الشعب الإيراني… وفي مقابل بناء الثقة، فمن الطبيعي أن يتم رفع العقوبات التي فرضت على إيران بشكل غير عادل بسبب اتهامات كاذبة وزائفة”.
وكشف ترامب في مطلع آذار عن أنه بعث برسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري ضدها في حال عدم التوصل لاتفاق.
وسادت تكهنات واسعة النطاق بأن إسرائيل قد تهاجم، ربما بمساعدة الولايات المتحدة، منشآت إيرانية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.

وفي مقابل تأكيد المباحثات، وجه ترامب تحذيرا شديد اللهجة لطهران.

وقال، “إذا لم تكن المحادثات ناجحة مع إيران، أعتقد أن إيران ستكون في خطر كبير، وأكره أن أقول ذلك، خطر كبير، لأنه لا يمكن لهم امتلاك سلاح نووي”.

وأجرى مسؤولون إيرانيون وروس وصينيون مباحثات في موسكو، امس، بشأن ملف طهران النووي، بحسب ما أعلنت روسيا.
إلى ذلك، أعربت موسكو عن ترحيبها بالمباحثات بين واشنطن وطهران.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، “ندرك أن بعض التواصل المباشر وغير المباشر من المقرر أن يحصل في سلطنة عمان. وبالتأكيد لا يسعنا إلا أن نرحب بذلك لأنه قد يقود إلى خفض التوترات المتعلقة بإيران”.

بدورها، حضّت الصين الولايات المتحدة، امس، على إبداء “صدق” في المحادثات النووية مع إيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى