اقتصادالرئسية

ثورة رقمية مرتقبة في 40 مدينة بالمغرب بحلول 2028

في إطار استراتيجيته الطموحة للتحول الرقمي، كشف  المغرب  عن خطة وطنية شاملة تهدف إلى تعميم استخدام شبكة الجيل الخامس (5G) في أربعين مدينة عبر مختلف أنحاء البلاد، على أن يتم الانتهاء من هذا المشروع بحلول نهاية عام 2028.

تعكس هذه الخطوة رؤية المملكة لتحديث بنيتها التحتية الرقمية، و تُعد تحولا جوهريا يمكن أن يعيد رسم خارطة الاقتصاد الرقمي المغربي ويضعه في مصاف الدول المتقدمة تقنيا.

البنية التحتية الرقمية.. حجر الأساس للاقتصاد المعاصر

تُعتبر شبكة الجيل الخامس أحد أهم الركائز التي تُحدث ثورة في سرعة الاتصال ونوعية الخدمات الرقمية، فهي تتيح سرعات أعلى بكثير مقارنة بالأجيال السابقة، وتقلل من زمن الاستجابة (latency)، مما يُمكّن من توسيع نطاق التطبيقات الذكية بشكل غير مسبوق.

المغرب، و من خلال تعميم هذه الشبكة، لا يهدف فقط إلى تحسين جودة الاتصال للمواطنين، بل يسعى أيضًا إلى بناء بيئة رقمية محفزة للابتكار، على سبيل المثال، تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء تعتمد بشكل كبير على شبكات ذات كفاءة عالية، وهو ما توفره 5G.

المدن الذكية وتمكين القطاعات الحيوية

 

يشكل هذا التوسع في شبكات الاتصال فرصة لبناء مدن ذكية قادرة على إدارة مواردها بكفاءة أكبر من خلال تقنيات متقدمة، فشبكة الجيل الخامس ستتيح تطوير أنظمة ذكية في مجالات النقل، الطاقة، الأمن، والخدمات البلدية، مما يُحسن جودة الحياة بشكل ملموس، بالإضافة إلى ذلك، القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والصناعة ستشهد نقلة نوعية، عبر تسريع دمج التكنولوجيا الرقمية فيها، فمثلاً، الخدمات الصحية ستستفيد من التطبيب عن بعد وتحليل البيانات الطبية بشكل أسرع وأكثر دقة، في حين يمكن للقطاع الصناعي تعزيز الإنتاجية من خلال أتمتة العمليات وربط الأجهزة الصناعية بشبكة موثوقة وسريعة.

جذب الاستثمارات الأجنبية ودعم الاقتصاد الوطني

لا يقتصر تأثير تعميم شبكة 5G على الداخل فقط، بل يتعداه إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية التي تبحث عن بيئات عمل متطورة تقنيًا، هذا الاستثمار لا يعني فقط ضخ المزيد من الأموال، بل يشمل نقل التكنولوجيا والخبرات التي تساعد على تطوير قطاع الاتصالات والابتكار في المغرب.
علاوة على ذلك، يدعم هذا التوجه التنافسية الاقتصادية للمملكة في الأسواق العالمية، ويعزز مكانتها كمركز إقليمي في مجال الاقتصاد الرقمي.

التحديات والفرص المستقبلية

مع ذلك، لا تخلو هذه الخطوة من تحديات تتطلب معالجة شاملة، من بينها الحاجة إلى تحديث التشريعات وتنظيم استخدام الطيف الترددي، وضمان الأمن السيبراني في ظل تعقيد الخدمات الرقمية، إلى جانب التأكد من التغطية الشاملة وتكافؤ الفرص بين المناطق الحضرية و الريفية، كما أن التوعية المجتمعية والقدرة على الاستفادة من هذه التقنيات تظل محورًا أساسيًا لضمان نجاح المشروع.

باختصار، خطة المغرب لتعميم شبكة الجيل الخامس تمثل منعطفًا استراتيجيًا ذا بعد اقتصادي واجتماعي عميق.
عبر هذه الخطوة، تتجه المملكة نحو تعزيز بنيتها الرقمية، فتح آفاق جديدة للابتكار، ودعم مسارها نحو اقتصاد رقمي شامل ومتطور.

يبدو المستقبل الرقمي للمغرب واعدًا، ويستدعي تكاتف جميع الفاعلين لضمان تحقيق هذه الرؤية الطموحة بأقصى درجات النجاح والاستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى