اقتصادالرئسيةمنوعاتموضة

هيمنة الأناقة والترف..قطاع الموضة في 2025

في مشهد متجدّد يتجلى فيه سحر الأزياء الراقية وقوة العلامات التجارية، يواصل قطاع الموضة الفاخرة إثبات تفوّقه وصداره عالمياً، ففي تصنيف “Brand Finance” العالمي لعام 2025، الذي يُعدّ المرجع الأبرز في تقييم العلامات التجارية من حيث القيمة والقوة، يتجلى بوضوح الدور المحوري الذي تلعبه دور الأزياء الفرنسية والإيطالية في قيادة هذه الصناعة الضخمة التي تصل قيمتها الإجمالية إلى 317 مليار دولار أميركي.

هيمنة فرنسية وإيطالية متواصلة

تُظهر النتائج أن نصف هذه القيمة الضخمة تُسجّلها العلامات الفرنسية، مع مساهمة إيطالية بارزة تليها، ما يعكس تاريخاً عريقاً وابتكاراً مستداماً في عالم الأزياء الفاخرة، ويُشير هذا التصنيف أيضاً إلى أن قطاع الملابس يسيطر على المشهد من خلال 32 علامة تجارية تشكل ما يقارب 70% من القيمة الإجمالية للسوق، ما يؤكد الأهمية الكبرى للأزياء في رسم ملامح الفخامة العالمية.

بورش تتربع على القمة لثماني سنوات متتالية

 

تستمر Porsche _صمم أولى سيارات فولكس واجن_ في تصدر القائمة كأكثر علامة تجارية فاخرة قيمة في العالم للسنة الثامنة على التوالي. هذا النجاح يعكس موقع بورش كرمز للتكنولوجيا المتطورة والفخامة، مع تركيز متزايد على السيارات الكهربائية والهجينة لمواكبة التحول العالمي نحو التنقل المستدام. كما تستثمر بورش بشكل كبير في تعزيز التجربة الرقمية لعملائها، عبر منصات الحجز والتخصيص وخدمات الصيانة الذكية، ما يرسخ ولاء المستهلكين ويخلق تجربة متكاملة.

تشينيل تتقدّم بخطى ثابتة

احتلت دار Chanel المرتبة الثانية في قائمة القيمة، بعد أن أظهرت أداءً متميزًا في الأسواق العالمية، بما في ذلك أوروبا، الولايات المتحدة، وآسيا، و يعود هذا التقدم إلى استراتيجيات متجددة قامت بها الدار خلال العام الماضي، من بينها افتتاح متجر مجوهرات راقية في نيويورك وتعيين المدير الإبداعي الجديد ماثيو بلازي، الذي أضاف روحًا مبتكرة ومتحركة لمجموعات الدار،كما لم تقتصر Chanel على التوسع المادي فقط، بل عززت تواجدها الرقمي عبر استغلال منصات التواصل الاجتماعي والتجارب الافتراضية، مما جعلها من العلامات الفاخرة الأكثر تأثيراً على الإنترنت.

لويس فويتون وهيرميس.. ثبات وقوة

في حين حافظت Louis Vuitton على المركز الثالث، محققةً نمواً بنسبة 2%، تعكس بذلك ثباتاً في أدائها وسط منافسة شرسة، فيما تقدمت Hermès إلى المرتبة الرابعة بفضل استراتيجيات متزنة تركز على جودة الحرفية والمنتجات الحصرية التي تحظى بوفاء العملاء، ومن الجدير بالذكر أن Hermes تتبنى بحذر استراتيجيات رقمية، محافظًة على تميزها الفريد مع الاستفادة من أدوات التسويق الرقمي.

دخول Rolex قائمة الخمسة الأوائل

 

شهدت Rolex، العلامة السويسرية العريقة في صناعة الساعات الفاخرة، تقدمًا ملحوظًا بمركزين لتحتل المرتبة الخامسة، مدفوعة بالطلب المتزايد على الساعات الكلاسيكية ذات القيمة الاستثمارية، و تستفيد رولكس من الحملات الرقمية التسويقية لتعزيز صورتها، رغم اعتمادها المحدود على المنصات الرقمية مقارنة بغيرها.

تعانق Dior النجاح الرقمي وتتصدر قوّة العلامات

 

بروز دار Dior_ تأسست شركة ديور في 16 ديسمبر عام 1946_ في القائمة مثّل حدثًا مهمًا، حيث تقدمت إلى المرتبة السادسة في القيمة، لكنها تصدرت قائمة أقوى العلامات الفاخرة بعد أن حلت في المركز الأول، متقدمة من المرتبة الرابعة، و يعود هذا التقدم إلى نجاحها في الأسواق الأميركية، حيث أصبحت Dior العلامة الفاخرة الأكثر شعبية على الإنترنت، مستفيدة من استراتيجيات رقمية مبتكرة تعتمد على البث المباشر، الواقع المعزز، والتفاعل القوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

مفاجآت وترتيبات متغيرة

 

شهد التصنيف تحركات جديدة، حيث حققت كل من Cartier وFerrari تقدمًا بمركز واحد، في حين تراجعت علامة Gucci من المركز الخامس إلى التاسع، مما يعكس تحديات تواجهها في الحفاظ على مكانتها وسط المنافسة المتزايدة، كما شهدت دار Guerlain دخولاً قويًا إلى قائمة العشرة الأوائل، مستفيدة من زيادة 23% في قيمة علامتها التجارية، ما دفع إلى تراجع Tiffany & Co إلى المركز الحادي عشر.

الرقمنة تُعيد تشكيل مستقبل الفخامة

 

يتجاوز تصنيف Brand Finance تقييم القيمة المالية فقط، إذ يقيس قوة العلامات التجارية، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتبني الاتجاهات الرقمية الحديثة. فالعلامات التي تحكمت في أدوات التسويق الرقمي، التجارة الإلكترونية، وتقديم تجارب الواقع المعزز والافتراضي، تمكنت من بناء علاقات أعمق مع جمهورها، خصوصاً فئة الشباب الذين يشكلون القوة الدافعة في سوق الفخامة.

التجارة الإلكترونية: لم تعد مجرد قناة بيع بل أصبحت منصة لتجربة شخصية مميزة عبر تخصيص المنتجات والدعم المباشر.

التواصل الاجتماعي: يستخدم كبار اللاعبين منصات مثل إنستغرام، تيك توك ويوتيوب للوصول إلى جمهور أوسع، من خلال محتوى جذاب وتعاون مع مؤثرين.

الواقع المعزز والافتراضي: أدوات تسمح للمستهلكين بتجربة المنتجات افتراضياً قبل الشراء، ما يزيل الحواجز التقليدية ويوسع قاعدة العملاء.

المنتجات الرقمية و NFT : علامات مثل Louis Vuitton وGucci بدأت في تقديم منتجات رقمية تدمج الفن والتقنية، ما يفتح آفاقاً جديدة للفخامة الرقمية.

الاستدامة الرقمية: مع تزايد الوعي البيئي، تستخدم العلامات التكنولوجيا لتعزيز شفافية سلسلة التوريد وتقديم منتجات صديقة للبيئة، ما يعزز صورة العلامة لدى العملاء الواعيين.

النتائج تشير إلى دينامية متجددة في قطاع الفخامة

 

تشير هذه النتائج إلى دينامية متجددة في قطاع الفخامة، حيث لا يكفي فقط أن تكون العلامة ذات تاريخ عريق بل يتطلب الأمر استراتيجية تسويقية متطورة، وتبني الابتكار في التصميم، واستغلال المنصات الرقمية الحديثة لبناء تواصل مستدام مع العملاء. في هذا الإطار، يبدو أن العلامات الفرنسية لا تزال تملك مفتاح النجاح، بينما تعاني بعض العلامات الإيطالية من صعوبات في الحفاظ على زخمها.

تأكيد هذه المراتب يعكس أيضاً تحولاً في عادات الاستهلاك الفاخر، حيث يشكل الحضور الرقمي المتين عاملًا حاسماً في تحديد قوة العلامة وقيمتها السوقية.

هذا التوازن بين التراث والحداثة يشكل مستقبل صناعة الأزياء الفاخرة، ويبقى السؤال: هل ستتمكن العلامات التقليدية من مواكبة هذا التحول أم أن السوق سيشهد بروز أسماء جديدة تغير قواعد اللعبة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى