
عائلة عبد الحليم حافظ تلوّح بالتصعيد ضد مهرجان موازين
في خطوة أثارت موجة من الجدل داخل الأوساط الفنية والإعلامية، دخلت عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، الملقب بـ”العندليب الأسمر”، على خط حفل رقمي مرتقب بتقنية “الهولوغرام”، ضمن فعاليات الدورة الـ20 لمهرجان “موازين إيقاعات العالم”.
فبعد الترويج للحفل بإيحاءات بصرية وموسيقية تشير بوضوح إلى إحياء صورة وصوت النجم الراحل، اعتبرت العائلة هذا استخداماً غير مشروع لصورة واسم عبد الحليم، مؤكدة أنها لم تُستشر أو تُمنح لها أي موافقة رسمية.
عائلة العندليب: لم نُخبَر، ولم نُوقّع أي اتفاق
في بلاغ توضيحي، أوضحت أسرة عبد الحليم حافظ أن ما راج عبر المنصات الرسمية وغير الرسمية للمهرجان، من ملصقات تضم صورة ظلية شهيرة وأخرى إيحائية تُلمّح إلى إقامة عرض “هولوغرام” للعندليب، تم دون أي تنسيق أو تواصل مباشر مع العائلة أو أي اتفاق تعاقدي.
و شدد البلاغ على أن العائلة فوجئت بالترويج للحفل الذي يُنتظر أن يُقدَّم بتقنيات الواقع المعزز لإحياء إرث الفنان، دون أن يُراعى البُعد القانوني والأخلاقي المترتب عن ذلك، واصفًا الأمر بتجاوز صارخ لحقوق الملكية الفكرية والصورة، وهو ما تعتبره إخلالاً جدّياً يستدعي التوضيح والتصعيد إن لزم الأمر.
خرق قانوني وموقف صارم: الإرث ليس متاحاً بالمجان
أعلنت العائلة في ذات البلاغ أنها تحتفظ بحقها الكامل في اللجوء إلى المساطر القانونية، معتبرة أن استخدام صورة وصوت عبد الحليم حافظ، أو حتى الإيحاء بذلك، دون إذن مسبق منها أو من الشركة التي تمتلك الحقوق الحصرية، يُعد خرقاً صريحاً للقانون، و يعرض الجهات المسؤولة للمساءلة القضائية.
وقد كشفت العائلة أن جميع الحقوق المتعلقة بالعلامة الفنية “عبد الحليم حافظ” – من اسم وصورة وأرشيف سمعي بصري – تعود حصرياً لشركة تعاقدت معها بشكل رسمي، وهي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار التراخيص لأي استغلال فني أو تجاري يتعلق بتراث الفنان، وأي تجاوز لهذا الإطار، تضيف العائلة، يُعد انتهاكاً للملكية الفكرية، ويشكل سابقة مقلقة في التعاطي مع رموز الثقافة العربية.
نداء لحماية الرموز الفنية العربية
وفي سياق أكثر عمقاً، طالبت عائلة العندليب الأسمر كافة الجهات المنظمة والراعية للمهرجانات الثقافية باحترام الرموز الفنية الكبرى التي ساهمت في تشكيل الوجدان العربي، وأكدت أن الحفاظ على التراث الفني لا يمر عبر تقنيات رقمية فقط، بل يبدأ أولاً من احترام الحقوق المعنوية والقانونية لأصحاب هذا الإرث.
كما عبّرت العائلة عن استعدادها الكامل لخوض المعارك القانونية اللازمة من أجل صيانة إرث عبد الحليم حافظ من الاستغلال غير المشروع، مشددة على أن الرموز لا تُستحضر في العروض الرقمية فقط من أجل البهرجة، بل يجب أن يكون ذلك في إطار مؤسساتي منضبط، يُراعي الأصول القانونية والاعتبارات الأخلاقية.
أزمة تعكس ثغرات قانونية في التعاطي مع “الهولوغرام”
قضية عبد الحليم حافظ تسلط الضوء مجدداً على الإشكالات القانونية المحيطة بتقنية “الهولوغرام” التي دخلت المجال الفني بقوة في السنوات الأخيرة، فرغم الإمكانيات الهائلة لهذه التكنولوجيا في استحضار النجوم الراحلين بطريقة بصرية مبهرة، إلا أن غياب تأطير قانوني واضح لاستخدام هذه الصورة الرقمية يعرض المنظمين لمطبات قانونية وأخلاقية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بفنانين يحظون بمكانة تاريخية خاصة.
ما جرى مع العندليب الأسمر ليس فقط نزاعاً حول عرض فني، بل هو في جوهره معركة من أجل صون الذاكرة الثقافية، واحترام الرموز التي لا تزال تسكن القلوب والوجدان.