
شهدت جماعة سعادة، الواقعة في ضواحي مدينة مراكش، مأساة مروعة في أيام عيد الأضحى، حيث تحولت فرحة العيد إلى حزن عميق بعد وفاة ثلاثة شبان في مقتبل العمر، اثنان منهم قاصران، جراء غرقهم داخل صهريج مائي خاص بضيعة فلاحية محاطة بسياج بالمنطقة.
بحسب المعطيات الأولية، فإن الضحايا الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 و24 سنة، شوهدوا في وقت زوال اليوم وهم يتسللون داخل الضيعة، حيث يُعتقد أنهم حاولوا السباحة أو التبريد داخل الصهريج المائي بسبب موجة الحر الشديدة التي شهدتها المنطقة، هذه الخطوة، رغم ما قد تبدو عليه من بساطة، كانت سببًا في وقوع كارثة مأساوية أثارت الرعب والصدمة بين سكان الجماعة.
في التفاصيل
فور اختفائهم وعدم عودتهم إلى منازلهم، ارتفع القلق بين عائلاتهم والجيران، مما دفع بعضهم إلى التواصل مع السلطات المحلية، معلنين عن اختفاء الشبان ومخاوفهم من احتمال وقوع حادث خطير، استجابت مصالح الدرك الملكي والسلطة المحلية إلى جانب فرق الوقاية المدنية للنداء، التي حضرت إلى موقع الحادث وسط أجواء من الترقب والقلق الشديد.
وقد شرعت فرق الغطس التابعة للوقاية المدنية في عمليات البحث داخل الصهريج، الذي تشكل ظروفه وعناصره خطورة عالية، خاصة لوجود المياه الراكدة والمساحة المحدودة.
استمرت جهودهم المكثفة قبل أن يتم العثور على جثث الضحايا الثلاثة، لاحقًا داخل الصهريج، ليتم نقل الجثامين إلى مستودع الأموات بحي الضحى في مراكش، وسط حالة من الحزن والصدمة التي عمّت العائلات والمجتمع المحلي بأكمله.
حادث يطرح عشرات الأسئلة
يطرح هذا الحادث الأليم العديد من التساؤلات حول إجراءات السلامة وضرورة اتخاذ تدابير وقائية صارمة تحمي الشباب من مخاطر مثل هذه، خاصة في المناطق الريفية التي تحتوي على منشآت مائية غير مؤمنة بشكل كاف.
و من جهة أخرى، فإن فتح تحقيق قضائي عاجل تحت إشراف النيابة العامة يأتي لتسليط الضوء على حيثيات الحادث وتحديد المسؤوليات بدقة، بما يسهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.
تحولت فرحة العيد إلى مأتم جماعي
لقد تسبّبت هذه الفاجعة في صدمة كبيرة لمجتمع جماعة سعادة وضواحي مراكش، وحوّلت أجواء الفرح والاحتفال بعيد الأضحى إلى مأتم جماعي يعكس هشاشة الحياة ومخاطر الإهمال في بيئة قد تبدو آمنة لكنها تخفي بين طياتها خطورة حقيقية تهدد الأرواح.