الرئسيةثقافة وفنون

تركي آل الشيخ و الجزء 3 من أفلام «الفيل الأزرق»

في خطوة جديدة تعكس حرصه على دعم صناعة السينما العربية وتطويرها، أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، عن انطلاق التحضيرات الرسمية للجزء الثالث من سلسلة أفلام «الفيل الأزرق»، في مشروع طموح يبدو أنه يتجاوز حدود السينما التقليدية نحو رهانات إنتاجية وفنية غير مسبوقة في العالم العربي.

في هذا السياق، شارك آل الشيخ صورة من كواليس الجلسات التحضيرية الأولى للفيلم،في منشور على صفحته الرسمية على “فيسبوك”، معلّقًا بعبارة مختصرة ولكنها مشحونة بالإثارة: “الفيل الأزرق هيكون نار”، هذه الكلمات القصيرة، التي رافقها تفاعل واسع من الجمهور العربي، فتحت شهية المتابعين لتوقّع جزء ثالث أكثر رعبًا، وأكثر عمقًا، وربما أكثر عالمية من سابقيه.

مشروع يتجاوز الخيال المحلي

منذ إطلاق الجزء الأول في 2014، كان من الواضح أن «الفيل الأزرق» ليس مجرد فيلم رعب نفسي، بل هو تجربة سينمائية تحمل بصمات سردية وبصرية نادرة في السينما العربية، فيما رسخ الجزء الثاني و الذي صدر عام 2019، مكانة الفيلم كسلسلة ناجحة تجاريًا ونقديًا، بحبكته المعقدة وتطور شخصياته الغامضة، وخاصة شخصية الطبيب النفسي يحيى راشد، التي أبدع في أدائها النجم كريم عبد العزيز.

اليوم، ومع تدخل تركي آل الشيخ كداعم رئيسي للمشروع، يبدو أن السلسلة تدخل طورًا جديدًا من الإنتاج، حيث تسعى، كما صرّح بنفسه، إلى “تخطي الحدود المعتادة”، ليس فقط على مستوى السيناريو أو التأثيرات البصرية، بل على صعيد تسويق الفيلم كمنتج عربي قادر على المنافسة في المهرجانات والمنصات العالمية.

كريم عبد العزيز يعود ومعه لعنة يحيى

يعود كريم عبد العزيز في الجزء الجديد، لتجسيد شخصية الطبيب النفسي يحيى، الذي وجد نفسه في نهاية الجزء الثاني محاصرًا بلعنة غامضة، تركت الباب مفتوحًا أمام مغامرة نفسية جديدة ومظلمة، ومن المتوقع أن يحمل الجزء الثالث تطورات درامية غير تقليدية، وربما يتخذ مسارات روائية تتقاطع مع أفكار فلسفية وعلم نفس عميق، خاصة وأن الممثلين والطاقم الفني، بقيادة المخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد، معروفون بجرأتهم في كسر الأنماط السردية.

بين الطموح السينمائي والاستثمار الترفيهي

ما يجعل هذه العودة أكثر إثارة هو الرهان الاستثماري الكبير الذي تتبناه هيئة الترفيه السعودية. فتركي آل الشيخ لا يخفي طموحه في تحويل هذا الفيلم إلى أيقونة سينمائية عربية، تتجاوز شباك التذاكر المصري نحو أسواق أوسع، وربما تحجز لنفسها مكانًا في قائمة الإنتاجات العربية الأعلى تكلفة وتأثيرًا.
ويبدو أن هناك “تفاهمات” مستقبلية لتمويل جزء رابع من السلسلة، وهو ما يعكس ثقة الجهات المنتجة في قابلية هذه القصة للاستمرار والتجدد.

نجاح الأجزاء السابقة… أرضية صلبة

للإشارة، فإن فيلم «الفيل الأزرق» بجزئيه الأول والثاني، استطاع أن يحقق إيرادات تجاوزت 100 مليون جنيه مصري، ولاقى استحسانًا نقديًا وجماهيريًا لافتًا.
فقد شارك في الفيلم نخبة من نجوم السينما المصرية على رأسهم خالد الصاوي، نيللي كريم، لبلبة، شيرين رضا، ومحمد ممدوح، أما خلف الكواليس، فقد تولى السيناريو والاقتباس الروائي الكاتب أحمد مراد، وأخرج الفيلم أحد أبرز مخرجي الجيل الجديد، مروان حامد.

هل يصبح «الفيل الأزرق» بوابة للسينما العربية نحو العالمية؟

قد تكون تجربة «الفيل الأزرق 3» أكثر من مجرد تكملة لسلسلة ناجحة، بل هي اختبار حقيقي لقدرة السينما العربية على تقديم محتوى نفسي مرعب ينافس ما تنتجه هوليوود أو السينما الآسيوية، حيث لا يعكس دعم تركي آل الشيخ لهذا النوع من المشاريع طموحًا ثقافيًا أو ترفيهيًا فقط ، بل أيضًا رغبة في خلق بنية تحتية سينمائية عربية عابرة للحدود، تستثمر في الذكاء الإبداعي المحلي وتوجهه نحو آفاق إنتاجية عالمية.

وبينما لم تُكشف بعد تفاصيل دقيقة عن موعد التصوير أو موعد طرح الفيلم، إلا أن التفاعل الجماهيري وحجم التحضيرات المعلنة يُنبئ بأن الجزء الثالث سيكون مختلفًا جذريًا، وربما هو الأكثر جرأة وإثارة في تاريخ السينما المصرية الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى