اندلع ظهر اليوم الأربعاء حريق ضخم في أحد المصانع الواقعة بالمنطقة الصناعية اكزناية على مشارف مدينة طنجة، في واقعة أثارت حالة استنفار واسعة بين مختلف الأجهزة الأمنية والإغاثية بالمنطقة.
وفقاً لمصادر محلية، سرعان ما اجتاحت ألسنة اللهب أرجاء المصنع بفعل الرياح القوية التي هبت على المنطقة، مما صعّب من مهمة فرق التدخل المتخصصة في إخماد الحريق، إذ أدت سرعة الرياح إلى تسارع انتشار النيران وتعرّض المنشآت المجاورة للخطر بشكل مباشر.
تطويق النيران ومحاصرتها
وقد هرعت إلى مكان الحادث فرق الوقاية المدنية مدعومة بعناصر السلطات المحلية والدرك الملكي، لتبدأ على الفور عمليات تطويق النيران ومحاصرتها بغية منع امتدادها إلى باقي المصانع والمخازن الصناعية المجاورة التي تضم عدداً من المنشآت الحيوية والورشات الإنتاجية.
هذا وتعيش المنطقة حالة طوارئ حقيقية وسط جهود مكثفة من جميع الجهات المعنية لاحتواء الحريق في ظل ظروف جوية بالغة التعقيد.
حتى الآن، لا تزال أسباب الحريق مجهولة، كما أن حجم الأضرار المادية التي خلفها لم يتضح بعد بسبب استمرار عمليات الإطفاء والصعوبات الميدانية الناتجة عن قوة الرياح واتساع نطاق الحريق، إلا أن حجم التدخل الميداني والاستنفار الكبير يعكسان خطورة الموقف والتهديد المباشر الذي واجهه المصنع والمنطقة الصناعية برمتها.
فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد مسبباته بدقة
ومن المتوقع أن تُباشر السلطات المختصة تحقيقاً شاملاً فور السيطرة التامة على النيران، يهدف إلى كشف ملابسات الحادث وتحديد مسبباته بدقة، بالإضافة إلى تقييم الأضرار المادية التي لحقت بالمصنع وبالمحيط الصناعي بشكل عام، خاصة أن مثل هذه الحوادث قد تلقي بظلالها على النشاط الاقتصادي في المنطقة وتؤثر على سلسلة الإنتاج والتوريد.
يبقى المشهد مفعماً بالتوتر والقلق، وسط مراقبة دقيقة من السكان والعاملين بالمنطقة الصناعية، في انتظار انكشاف حقيقة الحريق ومآلاته، فضلاً عن الإجراءات التي ستتخذ لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث التي تهدد القطاع الصناعي الحيوي في طنجة.
