
مذكرة توقيف دولية بحق دبلوماسي في السفارة الجزائرية بباريس في قضية خطف مؤثر في فرنسا
أصدر قاضي تحقيق فرنسي مذكرة توقيف دولية بحق دبلوماسي سابق بالسفارة الجزائرية بفرنسا للاشتباه في انتمائه إلى شبكة “إرهابية وعصابة إجرامية”، قامت باختطاف المؤثر والمعارض الجزائري أمير بوخرص، الملقّب بـ “أمير دي زد”، وفق ما أفاد مصدر قريب من الملف، السبت. ويذكر أن الجزائر، من جهتها، أصدرت تسع مذكرات توقيف دولية بحق هذا المؤثر، متّهمة إياه بالاحتيال، وارتكاب جرائم إرهابية، لكن القضاء الفرنسي رفض تسليمه.
في 25 يوليوز 2025، أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف دولية تستهدف المدعو، س.س، الدبلوماسي الجزائري السابق الذي شغل منصب السكرتير الأول في السفارة الجزائرية بباريس بين عامي 2021 و2024. وفق ما أفاد مصدر قريب من الملف السبت.
يذكر أنه، في 23 يوليوز، طلبت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب التي تولت التحقيق في فبراير، إصدار مذكرة توقيف بحق س.س. لوجود “شكوك جدية” في ارتكابه الجرائم المزعومة، بحسب المصدر نفسه.
تم اختطاف المؤثر والمعارض الجزائري أمير بوخرص الملقّب بـ «أمير دي زد” في 29 أبريل 2024 في فال-دو-مارن قبل الإفراج عنه في الأوّل من ماي.
وحسب ما أفاد مصدر آخر قريب من القضية، وفي تقرير حول التحقيق في أبريل، وجهت المديرية العامة للأمن الداخلي تهمة التورط في القضية إلى هذا المسؤول الكبير السابق في السفارة الجزائرية في باريس.
ويرجح التحقيق أنه أتى إلى باريس “بغطاء دبلوماسي بصفته السكرتير الأول” للسفارة الجزائرية.
مهام دبلوماسية أم تجسس ؟
وقال إريك بلوفييه محامي أمير بوخرص لوكالة الأنباء الفرنسية “إنها خطوة مهمة لتجنب قدر الإمكان افلات العملاء الجزائريين المتورطين في هذه الأحداث الخطيرة من العقاب”.
وهو لم يتعرض للتوقيف ومن المحتمل أن يكون غادر الأراضي الفرنسية وقد يتحجج بحصانته الدبلوماسية.
كما قال، أيضا، بلوفييه “من الخطير أن نعتبر أن اعتقال معارضين سياسيين على الأراضي الفرنسية يندرج في المهام الدبلوماسية، وأنه بعد انتهاء مهمته الدبلوماسية المزعومة لم يعد عميل مكافحة التجسس الجزائري يتمتع إلا بحصانة وظيفية” ممنوحة لعملاء الدولة.
وجِهت اتهامات إلى سبعة أشخاص على الأقل في هذا الملف بينهم موظف قنصلي جزائري.
ويُشتبه في أنهم كانوا منفذين لقاء أجر دون دوافع سياسية، وفقا لمصادر أخرى قريبة من الملف.
رأيت الموت
من جهته، قال أمير بوخرص، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن التقدم في التحقيق “يبعث على الارتياح”. وأضاف “رأيت الموت” خلال عملية الخطف التي استمرت “27 ساعة” في غابة في سين إيه مارن.
للإشارة، فإن أمير بوخرص البالغ 42 عاما يقيم في فرنسا منذ 2016، ولديه مليون متابع على تيك توك. وهو معارض لنظام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومُنح اللجوء السياسي في فرنسا في 2023.
وسبق للجزائر أن أصدرت تسع مذكرات توقيف دولية بحقّه متّهمة إياه بالاحتيال وارتكاب جرائم إرهابية. وعام 2022، رفض القضاء الفرنسي تسليمه.
وأشار بلوفييه “في حال اعتقاله مستقبلا سيكون من المثير للاهتمام الاستماع إلى أقوال (س.س.) ومعرفة الجهة التي أصدرت له الأوامر لتنفيذ هذه العملية الخاصة” معتبرا أنه “من الصعب في الظروف الحالية توقع تعاون السلطات الجزائرية”.
هذا الإجراء القضائي أثار التوتر مجددا بين فرنسا والجزائر اللتين تشهد علاقتهما تدهورا مستمرا منذ صيف 2024.
أ ف ب