الصين وإلزامية الذكاء الاصطناعي..المغرب يراوح مكانه في عملية تعليمية تقليدية ومفوتة
18/08/2025
0
تحرير: جيهان مشكور
أعلنت الصين عن إطلاق إصلاح تعليمي شامل يبدأ من 1 سبتمبر 2025، يجعل تعليم الذكاء الاصطناعي إلزاميًا لجميع الطلاب ابتداءً من سن السادسة.
وفقًا لوزارة التعليم الصينية، ستخصص المدارس ما لا يقل عن عشرين ساعات سنويًا لكل تلميذ لتعلم أساسيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على أنشطة عملية للأطفال الصغار، وتدريب أكثر تعقيدًا يشمل الروبوتات والتعلم الآلي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية للطلاب الأكبر سنًا.
دمج التكنولوجيا من البداية
المبادرة ليست مجرد إدخال مواد جديدة في المنهج، بل تشمل تدريب المعلمين على أحدث التقنيات وتحديث المناهج لتشمل علوم الرياضيات والهندسة والتكنولوجيا.. و الهدف هو تجهيز الطالب الصيني لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين منذ المراحل المبكرة للتعليم، ووضعه في صدارة الدول الرائدة عالميًا في الابتكار والتكنولوجيا.
المغرب بين الواقع والطموحات
في المقابل، يظل المشهد التعليمي في المغرب بعيدًا عن هذه الرؤية الطموحة، بالرغم من الخطابات الرسمية حول إصلاحات التعليم، لا يزال المغرب يعاني من مشكلات هيكلية: فصول مكتظة، مناهج متقادمة، ونقص حاد في تأهيل الأساتذة.
وفق تقرير رسمي لوزارة التربية الوطنية، تصل نسبة التلاميذ في بعض المناطق القروية إلى أكثر من 50 طالبًا في الفصل الواحد، بينما لا يحصل المعلمون على تدريب مستمر في التكنولوجيات الحديثة، ما يجعل الطلاب يواجهون تعليمًا تقليديًا لا يواكب متطلبات سوق العمل الرقمي.
الفجوة الرقمية تكشف الواقع
في هذا السياق، تكشف الأرقام الرسمية تفاوتًا كبيرًا في الوصول إلى التكنولوجيا: أكثر من 90% من المدارس الصينية مجهزة بأدوات تعليمية حديثة للذكاء الاصطناعي، بينما تشير بيانات رسمية مغربية إلى أن أقل من 20% من المدارس الابتدائية والثانوية في المدن الكبرى تمتلك بنية رقمية متقدمة، وتنخفض النسبة بشكل كبير أو تنعدم كليا في المناطق النائية.
تحذير الخبراء
يجدر خبراء التعليم من تداعيات هذه الفجوة على القدرات الاقتصادية والاجتماعية للمستقبل. حيث عبّر الدكتور فؤاد العلوي، أستاذ علوم التربية في المغرب، قائلا: «إن استمرار تجاهل إدماج التكنولوجيا الحديثة في التعليم سيجعل المغرب يفتقد الكفاءات القادرة على المنافسة في الاقتصاد الرقمي، في وقت يستثمر فيه العالم بأكمله في تعليم الأطفال منذ الصغر مهارات المستقبل».
التحديات الاقتصادية للمستقبل
تشير التقديرات الرسمية في الصين، إلى أن 70% من الوظائف الجديدة في القطاعات المتقدمة ستتطلب معرفة أساسية بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، و هذا يضع الطالب الصيني في موقع متميز للابتكار والتطور المهني، بينما يظل الطالب المغربي محاصرًا بمناهج تقليدية تعتمد على الحفظ وحل الامتحانات.
أسئلة بلا أجوبة
تكشف المفارقة الصارخة هنا معركة مستقبلية حقيقية على صعيد التنافس الاقتصادي والتكنولوجي: الصين تصنع جيلًا قادرًا على الابتكار منذ سن مبكرة، بينما المغرب لا يزال يبحث عن صيغة لتقليص الفجوات التعليمية والتقنية المجالية على هترائها قبل تحديث المنظومة التعليمية ككل بما يناسب الحاضر و المستقبل.
السؤال المحرج للمسؤولين المغاربة يبقى: هل سيظل التعليم محصورًا في الأساليب التقليدية، أم أن الوقت قد حان لإعادة التفكير الجذري في مستقبل التعليم قبل فوات الأوان؟