السودان.. ارتفاع حصيلة فض الاعتصام إلى 30 قتيلا تنديد أممي باستخدام القوة
قالت، الاثنين، “لجنة أطباء السودان المركزية” المرتبطة بالمعارضة إن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم خلال فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وسط العاصمة السودانية الخرطوم قد ارتفع إلى أكثر من 30 قتيلا. وأضافت اللجنة أنه من المرجح زيادة العدد في ظل عدم الانتهاء بعد من حصر العدد الفعلي للقتلى.
فيما توالت ردود الأفعال الدولية على عملية فض الاعتصام بالقوة وسقوط قتلى ونددت الأمم المتحدة بالعملية فيما أدانت الولايات المتحدة الأمريكية ما أسمته القمع “الوحشي” ودعت إلى تشكيل حكومة يقودها مدنيون، ولم يختلف كثيرا رد فعل كل من فرنسا وبريطانيا.
وسقط مئات القتلى والجرحى عندما فضت قوات الدعم السريع صباح الاثنين اعتصاما استمر أسابيع أمام مقر الجيش وسط الخرطوم وكان يمثل نقطة محورية في الاحتجاجات منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل الماضي. وأكد قادة حركة الاحتجاج استمرار تحركهم حتى إسقاط المجلس العسكري الحاكم، عبر الإضراب والعصيان المدني اعتبارا من اليوم.
واشنطن تدين القمع “الوحشي” وتدعو إلى حكومة مدنية
أدانت الولايات المتحدة الاثنين القمع “الوحشي” ضد المحتجين في السودان من قبل المجلس العسكري، مؤكدة أن تحسن العلاقات بين البلدين يبقى رهن التحرك نحو تشكيل حكومة يقودها مدنيون.
وكتب تيبور نويج مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا على تويتر “نقف إلى جانب المحتجين السلميين في السودان. الطريق إلى الاستقرار والانتعاش والشراكة مع الولايات المتحدة تكون من خلال حكومة يقودها مدنيون”.
وقال “لقد كان ذلك هجوما وحشيا ومنسقا قادته ميليشيا قوات الدعم السريع ويعكس أسوأ أفعال نظام البشير” في إشارة إلى الرئيس المخلوع عمر البشير. وأضاف أن “السودانيين يطالبون بقادة لا يخضعونهم لمثل هذا النوع من العنف المنسق وغير القانوني”. وأكد أن “الشعب السوداني يستحق حكومة يقودها مدنيون تعمل من أجل الشعب، وليس مجلسا عسكريا سلطويا يعمل ضدهم”.
وأجرت واشنطن محادثات مع القادة العسكريين في السودان وقادة المحتجين. ومن الأهداف الرئيسية للحكومة السودانية إقناع الولايات المتحدة بإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو التصنيف الذي يعيق الاستثمار الخارجي في السودان بشكل كبير.
غوتيريش يدين استخدام القوة لفض اعتصام الخرطوم
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استخدام قوات الأمن السودانية للقوة المفرطة لفض اعتصام المحتجين في الخرطوم ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل في الوفيات الناجمة عن أعمال العنف. وعبر غوتيريش عن “قلقه الشديد” إزاء التقارير التي تفيد بأن قوات الأمن فتحت النار داخل مستشفى في الخرطوم.
وزير خارجية بريطانيا يندد بفض اعتصام المحتجين في السودان
فيما ندد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت باستخدام القوة لفض اعتصام أمام وزارة الدفاع السودانية في الخرطوم. وقال الوزير على تويتر “نندد بهجوم قوات الأمن السودانية على المحتجين. هذه خطوة شائنة لن تؤدي إلا إلى المزيد من الاستقطاب والعنف”.
وأضاف هانت “لن يساعد (فض الاعتصام) السودان في بناء المستقبل الذي يطالب به الشعب. المجلس العسكري يتحمل المسؤولية الكاملة على هذا العمل والمجتمع الدولي سيحاسبه”.
باريس تدين فض اعتصام المحتجين بالخرطوم بالقوة
وأدانت فرنسا أيضا فض اعتصام المحتجين في الخرطوم بالقوة ودعت الى إحالة المسؤولين عن أعمال العنف هذه إلى القضاء. وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا تدين أعمال العنف التي ارتكبت في الأيام الماضية في السودان في قمع التظاهرات (…) وتدعو إلى مواصلة الحوار بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل سريعا حول المؤسسات الانتقالية”.
وأضافت الناطقة الفرنسية أنييس فون دير مول إن فرنسا “تدعو كل الأطراف السودانية إلى الامتناع عن أية أعمال عنف يمكن أن تمس بالانتقال السلمي الذي يتطلع إليه الشعب السوداني”.