مع حلول فصل الصيف.. لا محيد عن اللجوء إلى إجراءات وقائية لتجنب الآثار الوخيمة لضربات الشمس
في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة الذي أضحى يسجل خلال مواسم الصيف الأخيرة، والتي لا تكاد تستثني بلدا دون آخر مع ما يشهده العالم بأسره من استفحال ظاهرة التغير المناخي، يتجدد الحديث مرة أخرى حول الإجراءات الوقائية التي يتعين اتخاذها قصد التخفيف من تأثير ضربات الشمس وآثارها الوخيمة على صحة الإنسان.
وانطلاقا من هذا المعطى، أضحى لزاما التحلي بأكبر قدر من الاحتياط واتخاذ التدابير الوقائية التي تجعل الفرد يتجنب التبعات الضارة للتعرض لضربات الشمس، وكذا الامتثال للنصائح والإرشادات الطبية التي تكاد تغيب عن الكثيرين خلال هذه الفترة من السنة، علما أن لفحات الشمس الحارقة تؤدي إلى آثار خطيرة من قبيل الحروق الجلدية والإغماء الفجائي والجفاف الحاد.
هكذا، وفي ظل استفحال ظاهرة التغير المناخي الذي أضحى يعم مناطق كثيرة من كوكبنا الأرض، لاسيما خلال فصل الصيف الذي يحل في 21 يونيو من كل السنة، أضحى ارتفاع درجات الحرارة أمرا مألوفا، ومعه أضحى لزاما إيلاء أهمية خاصة لتدابير السلامة والإجراءات الوقائية المتخذة في هذه الحالة.
وفي هذا السياق، يقول دكتور الطب العام عبد العزيز بنعمرو، إن ضربات الشمس التي تكثر خلال فصل الصيف تستدعي اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية، لاسيما بالنسبة للأطفال الصغار والرضع والأشخاص المسنين.
وأوضح الطبيب بنعمرو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفئات المشار إليها هي الأكثر قابلية للتأثر جراء التعرض لضربات الشمس، ينضاف إليها الأشخاص الذين يعالجون من أمراض مزمنة، لاسيما المصابون بأمراض القلب والشرايين.
وحسب دكتور الطب العام، فإن أول ما يتعين فعله عند موجات الحر الحرص على شرب الماء بكيفية منتظمة، حتى وإن لم يشعر الشخص بالعطش، وتبريد الذات بين الفينة والأخرى من خلال أخذ حمام بماء شبه بارد، وإقفال الأبواب والنوافذ بغية الحيلولة دون ارتفاع درجات الحرارة داخل البيت.
وأشار بنعمرو في سياق متصل، إلى أن أعراض التأثر جراء ضربة الشمس يتمثل في الشعور بألم حاد في الرأس وجفاف الجسم من الماء، والتي تؤدي بدورها إلى بث حالة قلق في نفس الشخص تستدعي التدخل العاجل.
وفي سياق الحديث عن ضربات الشمس وآثارها الوخيمة على صحة الإنسان، تجدر الإشارة إلى أنه سجل ببلدان الجوار خلال الآونة الأخيرة سقوط العديد من الضحايا جراء موجة الحر التي تعيش تحت وطئتها، فعلى سبيل المثال لقي شخصان مصرعهما، مؤخرا، بكل من شمال وجنوب إسبانيا جراء موجة الحرارة الشديدة المصحوبة بارتفاع كبير في درجات الحرارة تجاوزت في بعض المناطق 40 درجة مائوية.
أما في فرنسا، تشهد عدة مناطق موجة حرارة غير مسبوقة بالنسبة لشهر يونيو، لاسيما بمنطقة إيل دو فرانس، حيث تم الإعلان عن حالة اليقظة من المستوى البرتقالي بخمس دوائر.
والأكيد أن المغرب، شأنه كشأن بلدان الحوض المتوسطي، معرض بشكل قوي لموجات الحرارة التي تؤدي إلى جانب تأثيرها السلبي على صحة الإنسان، إلى اندلاع الحرائق وتلف المحاصيل الزراعية وتعطيل التيار الكهربائي.
يشار إلى أن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية كانت قد أعلنت، اليوم السبت، أن موجة حرارة يرتقب أن تعم ابتداء من يوم أمس الأحد وإلى غاية يوم الثلاثاء المقبل، عددا من أقاليم المملكة، مع درجات حرارة تتراوح بين 40 و45 درجة مائوية.