شهادات على هامش تشييع جثمان الفنانة القديرة أمينة رشيد (صور)
جرى، بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، تشييع جثمان الفنانة القديرة أمينة رشيد، إحدى أيقونات التمثيل والمسرح والسينما بالمغرب، وذلك في موكب جنائزي مهيب، حضره أفراد أسرة الفقيدة وأقاربها وذويها، إلى جانب عدد من الفنانين والممثلين والإعلاميين والعشرات من محبيها.
فبعد صلاتي العصر والجنازة نقل جثمان الفقيدة، التي لبت نداء ربها، مساء أمس الاثنين، عن عمر يناهز 83 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، إلى مثواها الأخير بمقبرة الرحمة، حيث ووريت الثرى.
وتليت، بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم، ورفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويشملها بمغفرته ورضوانه، ويجعل مثواها فسيح جنانه، ويتلقاها بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم، وأن يجزيها خير الجزاء على ما أسدته لوطنها من خدمات جليلة.
وكان الملك محمد السادس بعث ببرقية تعزية ومواساة، أعرب فيها، بهذه المناسبة المحزنة، لكافة أهل وذوي الفنانة الراحلة، ولجميع أفراد عائلتي شقرون وبنصالح، ومن خلالهم للأسرة الفنية الوطنية، ولكافة أصدقاء الفقيدة المبرورة ومحبيها، عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته في هذا المصاب الجلل، سائلا الله تعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.
ومما جاء في هذه البرقية ” وإننا لنستحضر في هذا الظرف الأليم ، الخصال الفاضلة التي كانت تتحلى بها الفقيدة الكبيرة، كإنسانة وكفنانة . وستظل رحمها الله ، خالدة في الذاكرة المغربية ، باعتبارها من الفنانين الرواد، وعلما من أعلام المسرح والسينما والتلفزيون ، لما قدمته طوال مسيرتها الفنية والإبداعية الحافلة بالعطاء، من أعمال خالدة ، نالت كل الإعجاب والتقدير ، فضلا عما كانت معروفة به من غيرة وطنية صادقة”.
وأجمع عدد من الفنانين وأصدقاء الراحلة، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، عقب تشييع الفقيدة الى مثواها الأخير، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، على أن وفاة الفنانة القديرة أمينة رشيد تعد خسارة كبيرة للساحة الفنية الوطنية. ووصفوا الفقيدة بـ”الفنانة المبدعة التي كانت تتحلى بأخلاق عالية، لأنها كانت تشكل نموذجا للفنان المغربي الذي قدم خدمات كبيرة للفن المغربي، مبرزين أن عشاق السينما و المسرح فقدوا برحيل أمينة رشيد فنانة موهوبة من جيل الرواد قادتها عطاءاتها الى التربع على كرسي الريادة سواء في المسرح أو في السينما، كما فقدوا سيدة وديعة شكلت أياديها الممدودتين طيلة مسارها السينمائي والمسرحي الحافل حضنا دافئا لكل من يشق طريق التألق.
وفي هذا السياق، اعتبر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أنه بوفاة أمينة رشيد، رحل أحد أعلام هذا الوطن، الذين بصموا مسارهم الفني في مختلف المستويات الإبداعية.
ومن جهتها، قالت الفنانة نعيمة إلياس، إن رحيل سيدة الفن المغربي أمينة رشيد شكل صدمة للوسط الفني المغربي، مضيفة أن أجيالا برمتها تتلمذت على يدها.
وبدوره قال الفنان أنور الجندي، إن الراحلة شقت مسارا حافلا بالأعمال، بإعطائها للفرجة المغربية والمغاربية والعربية طابعا خاص على عدة مستويات. وتعد أمينة رشيد، التي وشحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في يوليوز 2006، بوسام العرش من درجة فارس، وجها نسائيا رائدا أسس لحضور المرأة في عالم الدراما، وواحدة من الممثلات المغربيات اللواتي سطرن حضورا مشعا متناميا لم يزده التقدم في السن إلا نضجا وتألقا.