اقتصاد

نقل ملكية المقاولات الصغرى والمتوسطة.. رافعة حقيقية للنهوض بالاستثمار في المغرب (الفردوس)

اعتبر كاتب الدولة المكلف بالاستثمار السيد عثمان الفردوس أن نقل ملكية المقاولات الصغرى والمتوسطة يشكل رافعة حقيقية للنهوض بالاستثمار في المغرب.

وقال الفردوس، خلال مشاركته، مساء أمس الجمعة، في أشغال النسخة الثانية للجامعة الصيفية التي ينظمها الاتحاد العام لمقاولات المغرب على مدى يومين بالهو مسار دار البيضاء، إن انتقال ملكية المقاولات الصغرى والمتوسطة من مالك إلى آخر يتيح للمالك الجديد الاستفادة من مجموع حصيلة المقاولة وحيازة كل ما تتوفر عليه، وهو ما يشكل عاملا إيجابيا يسهم في تنمية نشاط هذه المقاولات، ومن خلاله تعزيز الاستثمار بالمغرب.

وأضاف، في مداخلة له ضمن جلسة خصصت لموضوع “المغرب، بلد المقاولين، لنرى الأمور على حقيقتها”، أنه سيتم وضع آليات للتحفيز في هذا المجال، لاستثمار الإمكانات التي يتيحها نقل الملكية، مشيرا إلى أن المالك الجديد للمقاولة الصغرى أو المتوسطة سيكون مطالبا بالاستجابة لمعايير التصنيف وتحسين جودة الحكامة داخل المقاولة، وهو التصنيف الذي سينجز بتعاون مع خبراء محاسباتيين ومنتدبين في الحسابات.

وأوضح الفردوس أن الوعي بالتأثير الكبير للنظام الرقمي على ريادة الأعمال بالمغرب، وبأهمية توسيع مجال الارتباط بشبكة الأنترنيت، دفع الحكومة إلى اعتماد مزيد من التدابير في هذا المجال.

وأشار، في هذا الإطار، إلى أن المغرب انخرط في سلسلة من الأوراش الهيكلية التي سيكون لها وقعها على سياسته في مجال النهوض بالاستثمار، ومن بينها، على الخصوص، ميثاق اللاتمركز، وتبسيط المساطر الإدارية، وخلق لجان جهوية موحدة للاستثمار، وإعادة صياغة ميثاق الاستثمار.

ومن جانبه، أبرز الرئيس المؤسس لمجموعة (أنتيلسيا)، كريم برنوصي، أن المقاول هو إنسان مبتكر يعمل من أجل تنمية واستدامة مشروعه، وينبغي أن يتمتع بخاصية القيادة، والروح الاستباقية، وأن يمتلك رؤية ذكية للمحيط.

وأوضح برنوصي أن المغرب ماض في سياسة الأوراش الكبرى وخلق فرص جيدة للاستثمار لفائدة المقاولات المغربية، مسجلا أن الاقتصاد المغربي يتميز بنقط قوة عديدة، منها انفتاحه على العالم، وتوقيعه عدة اتفاقيات للتبادل الحر، والانخراط في سلسلة من الإصلاحات التشريعية، لاسيما المتعلقة منها بالقانون المتقدم للمنافسة.

فيما أكدت مؤسسة ورئيسة مبادرة (نساء بإفريقيا)، أود دو ثوين، وهي مبادرة لتشجيع ريادة الأعمال بصيغة المؤنث، أن القارة الإفريقية تزخر بعدد هام من النساء المقاولات، ما يعادل 24 في المائة من مجموع المقاولين عبر القارة.

وأقرت، بالمقابل، بوجود فوارق في هذا المجال بين البلدان الإفريقية، داعية النساء الإفريقيات المقاولات إلى التحلي بمزيد من الشجاعة، والعمل على تطوير شبكة المقاولات الإفريقيات، لضمان نجاح مقاولاتهن.

كما طالبت هؤلاء المقاولات بدراسة محيطهن والاستطلاع الدائم لبيئة الأعمال التي ينشطون داخلها، مع التحلي بالصبر والمرونة والتحمل من أجل الاستمرارية في ميدان ريادة الأعمال.

وتعرف النسخة الثانية للجامعة الصيفية للاتحاد العام لمقاولات المغرب، المنظمة تحت شعار “ريادة الأعمال: محور أساسي لنموذجنا التنموي”، مشاركة العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية الوطنية والدولية، وأزيد من 2000 مقاول وجامعي وطالب وطالبة .

وبحسب ورقة تقدمية أصدرها الاتحاد بالمناسبة، فإن هذه النسخة تنعقد في ظرفية عالمية خاصة تتميز بدينامية قارية، وتباطؤ النموذج التنموي الوطني، وإعادة هيكلة جديدة للاتحاد، علاوة على أن سنة 2019 تتميز باهتمام وطني بالنموذج الجديد للتنمية.

ويشكل هذا اللقاء، تضيف الورقة، فرصة لوضع تقييم محايد لنقاط قوة وضعف الاقتصاد المغربي، الذي يعتمد بشكل أساسي على الطلب الداخلي مع حضور قوي للسلطات العمومية في الاستثمار وتوجيه السياسات الاقتصادية مسجلا معدلات نمو جد متوسطة خلال العشر سنوات الأخيرة، متسببا في استمرار اتساع الفوارق الاجتماعية و تزايد الإقصاء الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى