رياضة

الساحة الحمراء تتعدد ألوانها وتتحول إلى قبلة لكل المشجعين ضيوف المونديال

تحولت الساحة الحمراء بموسكو (كراسنايا بلوشاد: باللغة الروسية)، المعروفة عادة بهدوئها وقلة صخبها، ومنذ انطلاق نهائيات كأس العالم في 14 يونيو الجاري، إلى ساحة متعددة الألوان و,اضحت تنبض بالحيوية والنشاط ،و وجهة خاصة لمشجعي المنتخبات المشاركة في هذا العرس الكروي العالمي بدون استثناء .

كما أضحت هذه الساحة الهادئة قبلة مفضلة للراغبين في التخلص من الضغوط والترويح عن النفس للاستمتاع بما يختزنه هذا الفضاء من مبان فاتنة ومآثر تاريخية شاهدة على عراقة وأصالة الفن المعماري الروسي.

وشكل عادة هذا الفضاء، الذي يعتبر مركزا للسياسة بالبلاد ومركزا دينيا سابقا ويشتمل على مآثر تاريخية متميزة، مكانا لإقامة الاستعراضات العسكرية خلال الحقبة السوفياتية وتخليد عيد النصر على النازية الألمانية وعيد العمال بعد تعليق الاحتفال به لعدة سنوات.

واعتبرت كارينان، طالبة روسية تشتغل بدوام مؤقت بالمركز التجاري “غوم” الفاخر القريب من الساحة الحمراء، والابتسامة تعلو محياها، أن هذه الساحة ،التي تعتبر بمثابة القلب النابض لموسكو، وكذا الشوارع المحيطة بها، تحولت إلى فضاء “متميز ينبض بالحياة” بسبب “تدفق ” و”توافد” عشرات الآلاف من المشجعين عليها ،ليل نهار ، للتعبير عن شغفهم وجنونهم برياضة كرة القدم” .

وتستمر الأجواء الاحتفالية للمشجعين بهذه الساحة، التي تقام فيها عادة الاستعراضات العسكرية أو العمالية، طيلة أطوار البطولة سواء عند إجراء مباريات كرة القدم أو خارج أوقات إجراء المباريات ، وأيا كانت النتيجة التي تسفر عنها هذه المباريات، حيث يحرص المشجعون على الاستمتاع بالأجواء الساحرة للمكان، وعدم ترك الفرصة تمر دون التمتع بالنظر الى القباب الملونة لكاتدرائية القديس باسيليوس، واحدة من الرموز الأكثر شهرة في موسكو التي توجد على جميع الطوابع البريدية الروسية ،والمتحف التاريخي والكنائس التي تتميز بحمولتها التاريخية ومعمارها الفريد، فضلا عن المقبرة التي ترقد بها ثلة من الشخصيات التي كتبت تاريخ الاتحاد السوفياتي السابق.

والأكيد أن الساحة الحمراء، التي تظل إلى ساعات متأخرة من الليل مكانا احتفاليا بامتياز يعج بحشود المشجعين والشغوفين بكرة القدم من جميع الجنسيات ،الذين يزينون الفضاء بأهازيجهم وأزيائهم التقليدية، حيث تحضر بقوة القبعات المكسيكية ، والطرابيش المغربية، بالرغم من كل ذلك حافظت على طابعها ورونقها كفضاء سياحي متميز ومسرح للتظاهرات العمومية وإقامة الاحتفالات.

وبحسب كارينا فإن المشجعين، الذين يحملون الأعلام الوطنية لبلدانهم ويرتدون قمصان فرقهم الوطنية، ويتغنون بأهازيج بلدانهم ، تمكنوا من خلق أجواء ساحرة ورائعة، وصنع الحدث بنيل استحسان الروس، وهو ما يعتبر سابقة من نوعها على اعتبار أن الروس لا يبتسمون عادة في وجه الغرباء.

وتسعى كل مجموعة من المشجعين إلى ترك بصمة خاصة بها ،من خلال ترديد النشيد الوطني لبلادها وإسماعه للجميع، ونقل الأجواء الحماسية إلى معسكرات منتخباتها ومقرات إجراء التداريب، بل يصل الأمر ببعض المشجعين حد التوجه إلى المؤسسات الفندقية التي تقيم بها منتخباتها لمؤازرة اللاعبين وتشجيعهم وتحميسهم لتقديم أفضل أداء ممكن.

من جهته، أوضح أمين عشراوي، طالب مغربي يتابع دراسته في شعبة الطب ، أن المشجعين من جميع أنحاء العالم يتجمعون يوميا في هذه الساحة التاريخية (كراسنايا بلوشاد) ، معربا عن سعادته لحضور مباراة الأسود أمام البرتغال “التي قدمت خلالها العناصر الوطنية أداء متميزا نال استحسان الجميع”.

ومضى أمين قائلا بنبرة افتخار، “تنسينا هذه الأجواء المتميزة مرارة الهزيمتين ،اللتين حصدهما المنتخب الوطني في أول لقاءين، بفضل التهاني العديدة التي وصلتنا من مشجعي العديد من المنتخبات، بما في ذلك المشجعين البرتغاليين”، مؤكدا أن من حق المشجعين المغاربة الافتخار لأنهم كانوا أكثر الجماهير حضورا خلال المباراة التي شهدت حضورا قياسيا فاق 78 ألف متفرج، كما أنهم تحلوا بروح رياضية عالية.

وخلصت كاترينا إلى القول “جبت تقريبا جميع ثقافات العالم، وتعلمت الكثير من خلال تواصلي مع مواطني العديد من الدول، وأعرف الآن أعلام العديد من البلدان” ،بفضل شعور “الوحدة وروح الدعابة” المبهر الذي يعم أرجاء الساحة الحمراء منذ أزيد من أسبوعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى