ميديا و أونلاين

الصحف الفرنسية تهاجم خطة ترامب وتعتبرها خداع يقوم على فكرة سخيفة وتصف الموقف الرسمي العربي ب”صمت الميت”

لومند: مخطط ترامب ينسجم تمام مع رؤية الإنجليين الأمريكيين

هاجمت اليوم صحيفة “لوموند” الفرنسية بشدة مخطط دونالد ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبرة إياه يدمر تماما المشروع الوطني الفلسطيني، ويخدم بالدرجة الأولى فقط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.

وترى افتتاحية جريدة لومند، أن مخطط دونالد ترامب، ينسجم تماما مع رؤية الأمريكيين الإنجليين، الذين يؤمنون بدولة إسرائيل الكبرى لغايات دينية محضة، وهم من يشكلون قاعدة انتخابية مهمة لترامب.

وأضافت الصحيفة في افتتاحية اختارت لها عنوان ” ترامب، إسرائيل، فلسطين، عنف سياسة الأمر الواقع”، أن ما تطرحه الخطة يتجاوز الوضع الانتخابي الحالي لكلا الرئيسين في امريكا وإسرائيل، متسائلة عن الأسباب التي تدفع واشنطن التي سبق لها أن اعترفت بضم القدس والجولان أن تمنح ومن جديد أراضي ليست لها.

إلى ذلك، خلصت الصحيفة أن ترامب سيواصل سياسته المؤمنة بالقوة وفرض إرادة الأمر الواقع، إذا هو لم يواجه بمقاومة ومواجهة من طرف حلفائه الأوربيين، وأن ترامب ماض في دفن القوانين الدولية وإلغاء الآخرين بما فيهم حلفائه الأوربيون الذي لا يأخذهم بعين الاعتبار.

ليبراسيون: الصمت العربي تجاه الخطة صمت الميت تجاه قضية يعترها قضيته المركزية

وصفت صحيفة ليبراسيون الموقف العربي تجاه مخطط ترامب “صفقة القرن” بصمت الميت، تجاه قضية يعتبرها الخطاب الرسمي العربي قضيته المركزية.

واضافت الصحيفة،  أن تغير الأولويات العربية، مع اشتداد  الأزمات والصراعات من سوريا إلى ليبيا مرورا بالعراق أو السودان، يوضح  بشكل كبير تراجع القضية الفلسطينية في الأجندة العربية. فبالنسبة للدول الخليجية تحديداً، فقد حلّت إيران بشكل واضح مكان إسرائيل، باعتبارها العدو الرئيسي لهذه الدول في المنطقة، وحدث تقارب بين بعض هذه، في مقدمتها الرياض، مع تل أبيب.

في نفس السياق، قالت ليبراسيون إن مهندس “صفقة القرن” جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي هو صديق قريب من بنيامين نتانياهو، وهو في نفس الوقت صديق لبعض المسؤوليين العرب، وصفقة القرن هي في النهاية شراكة جديدة بين إسرائيل وبعض دول الخليج المنوط بها تمويلها.

وفيما يخص، ردود الفعل الفلسطينية، أكدت الصحيفة أن “انتفاضة” لمحمود عباس متأخرة، مشيرة أن “سلبية الفلسطينيين في يأسهم في مواجهة الكارثة المعلن عنها من قبل ترامب ونتنياهو تساهم هي الأخرى في تعزيز الصمت العربي”.

الغارديان: خطة ترامب خداع تتأسس على فكرة سخيفة قبول الفلسطينيين بدولة بالاسم

قالت افتتاحية “الغارديان” إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، ليست أبدا صفقة، إنها خداع، إنها تتأسس على فكرة سخيفة قبول الفلسطينيين بدولة بالاسم.

وعلقت الصحيفة بشكل ساخر على ترامب الذي وصفته بصانع الصفقات والذي عرض على الفلسطينيين خمسون مليار دولار مقابل التنازل عن حقوقهم الوطنية، لا يرون فيه إلا محتالا شاطرا في توزيع الوعود المرواغة والفارغة.

في نفس السياق تقيم  الصحيفة الوثيقة “صفقة القرن” بأنها هدية للتيار المتطرف في أمريكا وإسرائيل، وتنهي التمثيلية التي يمكن أن يلعب فيها دونالد ترامب دور الوسيط في العملية السلمية. ولهذا السبب يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته إلى واشنطن أحلى ساعات عمره، محذرا مرة أخرى أن وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل هي خطر. ومن الواضح أن تقوم حكومته في الأيام المقبلة التصويت على عملية ضم المستوطنات في الضفة الغربية ووادي الأردن.

واعتبرت الصحيفة أن تكرار السخرية القيدمة أن الفلسطينيين يضيعون الفرص فرص السلام، هي سخرية لا أساس لها على ضوء الدعم الصارخ والوقح الذي يقدمه ترامب إلى إسرائيل وتجاهله الفلسطينيون في صياغة الخطة مما جعل نتنياهو يعمل ما يريد.

إلى ذلك تنتهي الصحيفة بالقول: إن حل الدولتين هو نتاج للجهود السلمية التي قادتها أمريكا ضمن قواعد النظام الدولي الذي بكل بساطة  يمقته ترامب لأنه مضاد للقوة الفجة التي يريد من خلالها حكم العالم، مؤكدة أن السلام لن  يتحقق بدون القبول بأخطاء الماضي، فقد دافعت واشنطن عن القانون الدولي لإدارة العلاقات العالمية، أما اليوم فهي تروج لقانون الغابة تقوم فيه كل دولة بالدفاع عن نفسها. ونحن نعيش لحظة أوقات خطيرة في العالم وليس الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى