بكاري يكتب: في الرد على سداجة أصحاب “السفارة والتطبيع مقابل الصحراء ” بمبرر تازة قبل غزة…
1_لا أفهم في تعقيدات السياسة الدولية، ولكن كذلك لا أفهم في “التقواديت”، مع الاعتذار.
2- نحن مغاربة، ولسنا مغربي، بمعنى يجب أن ينتهي منطق الإجماعات القسرية، فلكل واحد الحق في أن يحدد قضيته الأولى: التعليم، سبتة ومليلية، الصحراء، كردستان، فلسطين، طرف د الخبز، الديمقراطية، النوم مثلا،،،الأساس ان يكون المرء مدافعا عن قضية عادلة ومشروعة.
3- لماذا على المرء ان يختار بين فلسطين والصحراء؟ أليس من حقه ان يعتبر كلا القضيتين تهمانه، ولا تناقض بينهما.
4- إذا كان من باب احترام الاختلاف قبول الآراء التي تعتبر التطبيع مع “إسرائيل” حرية رأي، أ فليس من حق مواطن ما أن يكون له موقف في قضية الصحراء مختلف عن موقف النظام؟
5- أليس سذاجة اعتبار انه بالإمكان وجود صفقة: التطبيع مقابل الصحراء؟ وماذا استفادت الدول المطبعة في قضاياها الوطنية (انهيار اقتصادي بمصر، ابتزاز مالي متواصل للسعودية،،،).
6- هل الدولة التي تتحدث عن “المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها” لا حل لها من أجل بسط سيادتها وإنهاء هذا الملف، إلا بالركوب على قضية أخرى؟
طرح ساذج وغير منطقي وغير واقعي، وكأنه بين عشية وضحاها لن يبقى هناك بوليساريو ولا الجزائر ولا مجلس أمن ولا قرارات أممية، ولا رهانات للوبيات السلاح، ولا مخططات تجزئة، بمجرد افتتاح سفارة بطريق زعير،،
7: حل قضية الصحراء يمر حتما بديموقراطية وتنمية حقيقين بالمغرب، تجعل الصحراويين يختارون السيادة المغربية لأنها ستضمن لهم مواطنة كاملة في بلد يحترم مواطنيه.،، ولكن ذلك يقتضي إبعاد كل من له مصلحة في استدامة النزاع في الضفتين،، غير ذلك كذب، وتوظيف لقضية الصحراء في تبرير التسلط والنهب وتسويغ ما لا يسوغ.
8_ بالنسبة لأصحاب “السفارة في العمارة” بمبرر “تازة قبل غزة” (لي مدارو لتازة والو) ، وبمنطق براغماتي نتساءل معهم: السياسة الخارجية للمغرب بغض النظر عن موقفنا منها هي سياسة “إبعد عن الشر، وغنيلو”، فلا هي سافرة في التطبيع كالإمارات ومصر والسعودية (رغم ان التطبيع الاقتصادي والثقافي قائم” تحت الدف”) ولا هي راديكالية في الموقف من الكيان الصهيوني كما سوريا وإيران، وبالتالي فالمغرب بعيد عن دفع فاتورة الموقف الواضح والانحياز الواضح، ومن هنا ألن تشكل صفقة من قبيل “السفارة مقابل الصحراء” خطرا على المغرب؟ الذي يمكن أن يصبح مهددا بعد هذا الاصطفاف من قبل دول وتنظيمات عابرة للدول تعتبر تناقضها الأساس مع الكيان الصهيوني ومحور التطبيع.. يعني حتى بمنطق “خلينا فحريرتنا”، فالأسلم عدم التهور في مقايضة ستفتح أبواب التهديدات المجانية.
9: هل الذين يروجون بسذاجة للسفارة مقابل الصحراء من الجالية المغربية المقيمة في الفيسبوك يعرفون بالفعل تعقيدات قضية الصحراء؟ والوضعية القانونية للمنطقة حسب القانون الدولي؟ هل يدركون ان القضية مطروحة في لجنة تصفية الاستعمار قبل خروج الإسبان إلى اليوم؟، فليطالبوا النظام وأحزابه ونخبه وإعلامه أن يكونوا صرحاء معه في هذه القضية بعيدا عن التجييش العاطفي الشعبوي!!
10- إذا كان النظام قد اتخذ قرار فتح السفارة الإسرائيلية بالرباط، فلتكن له الشجاعة لإعلان القرار، دون الركوب على قضية الصحراء من أجل تبريره،، فأي مطلع على النزاع حولها سواء من منظور القانون الدولي، أو وضعية الإقليم السياسية والديموغرافية، أو وضع القضية في ميزان العلاقات والمصالح الدولية يعرف أن لا تأثير لفتح سفارة في الرباط وقنصلية في العيون على حسم تسوية ملف الصحراء بما يخدم المصالح المغربية.