“فيروس الموت” وتجربة جديدة في علاقة الإنسان بالموت
يعيش الانسان اليوم، أينما كان، تجربة جديدة في علاقته بالموت، سواء عن وعي أو لاوعي ، بشكل صريح اومضمر .وفي غمرة معاناة هذه التجربة تنتعش أشكال التعبير عن تمثلات الأفراد والمجتمعات حول ثنائيات الموت\ الخلود، الفناء \ الأبدية ، الارض / السماء .. ، و تتقوى، بالتالي الرغبة في البقاء ، في الحياة، وهي الرغبة التي تحرك مختلف المقاومات في بقاع الأرض كلها لفيروس كورونا المدمر ، وتفسر المنسوب العالي لمشاعر الخوف والألم والحزن المتزايدة..
كم كان مؤلما اعلان رئيس وزراء ايطاليا : ” انتهت حلول الارض ، والأمر متروك للسماء ” !!، قال ذلك تحث تأثير ركام الجثت التي أفناها الفيروس، وهول عدد المصابين المتزايد يوميا، ليعكس بقوله ذاك قساوة تجربة الموت كما تعاش اليوم في عالمنا ” المعولم” .
وعلى الرغم من كل ذلك ، فعلى هذه الارض ما هو اقوى واقدر على ربح رهان هذه التجربة المريرة : الإنسان كصانع للتاريخ ، وبان لحضارات من داخل جحيم المحن ، و ومالك لمصيره بالعقل والعلم ، وبالإرادة الحديدية ، الفردية والجماعية، وبالقيم الإنسانية الكونية ، قيم التضامن والتضحية من أجل مصلحة الدولة والمجتمع .. ولنا في تجربة مكافحة الصين لفيروس الموت الزاحف، من الدروس والعبر ما يدلل على ذلك ..