رأي/ كرونيك

“فيروس الموت” وتجربة جديدة في علاقة الإنسان بالموت

جليل طليمات الكاتب والناشط السياسي والحقوقي

يعيش الانسان اليوم، أينما كان، تجربة جديدة في علاقته بالموت، سواء عن وعي أو لاوعي ، بشكل صريح اومضمر .وفي غمرة معاناة هذه التجربة تنتعش أشكال التعبير عن تمثلات الأفراد والمجتمعات حول ثنائيات الموت\ الخلود، الفناء \ الأبدية ، الارض / السماء .. ، و تتقوى، بالتالي الرغبة في البقاء ، في الحياة، وهي الرغبة التي تحرك مختلف المقاومات في بقاع الأرض كلها لفيروس كورونا المدمر ، وتفسر المنسوب العالي لمشاعر الخوف والألم والحزن المتزايدة..

كم كان مؤلما اعلان رئيس وزراء ايطاليا : ” انتهت حلول الارض ، والأمر متروك للسماء ” !!، قال ذلك تحث تأثير ركام الجثت التي أفناها الفيروس، وهول عدد المصابين المتزايد يوميا، ليعكس بقوله ذاك قساوة تجربة الموت كما تعاش اليوم في عالمنا ” المعولم” .


وعلى الرغم من كل ذلك ، فعلى هذه الارض ما هو اقوى واقدر على ربح رهان هذه التجربة المريرة : الإنسان كصانع للتاريخ ، وبان لحضارات من داخل جحيم المحن ، و ومالك لمصيره بالعقل والعلم ، وبالإرادة الحديدية ، الفردية والجماعية، وبالقيم الإنسانية الكونية ، قيم التضامن والتضحية من أجل مصلحة الدولة والمجتمع .. ولنا في تجربة مكافحة الصين لفيروس الموت الزاحف، من الدروس والعبر ما يدلل على ذلك ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *