محمد أمشياع يكتب: كورونا في الختام
بعد جولة، في البعض منكم وبينكم ستلاحظون أنني منحة ولست محنة وأنني نعمة ولست نقمة.. نعم قد جلت برحيل البعض منكم ولكن ذلك كان ضروريا لإحداث الصدمة لإيقاضكم..
قبل مجيئي كنتم وبعدي أصبحتم..
أصبحتم تنظرون إلى الحياة برؤية جديدة، وتغتنمون الفرص الإيجابية، وتفكرون بكل إيجابية.. تنبدون العناد والتباهي والحقد والكراهية والجري وراء السراب.. تهتمون بأنفسكم وتمدون أيديكم للآخرين في جو من التضامن والإنسانية..
أدركتم أهمية ودور النظافة في الحفاظ على سلامة صحتكم.. وأحييتم فيكم الضمير بعد موته فيكم لأن الضمير “هو وجود الله في الإنسان”…
أصبحتم تفكرون في ترتيب الأفكار والأولويات، وتعيدون النظر في سلوكات، وتراجعون أفكار و علاقات وروابط.. أدركتم معنى الأسرة ودفئها وكيفية التعامل مع تربية الأبناء، وأهمية المدرسة ومكانة الأستاذ…
أصبحتم تؤمنون بأن الحياة غير دائمة، ويمكن ان تغادركم في أي لحظة، وعليكم أن تعيشوا كل لحظة منها بما يسعدكم ويحافظ على وجودكم.. وان الحياة في طبيعتها بسيطة لا تحتمل الأوهام وان حضنكم هو الطببعة التي أنتم جزء منها…
أصبحتم تعلمون علم اليقين ان التفكير العلمي والبحث العلمي والمنتجات العلمية هي الضمانة للأمن وللأمان.. وان المستشفيات، بكافة معداتها، والأطقم الطبية بكل انواعها وتخصصاتها والدواء الشافي هي الراعي والمنقذ للإنسانية.. وان الخرافات والأساطير والطقوس يمكن عنها الإستغناء…
أصبحتم تولون أهمية للبيئة والحفاظ عليها من دخان المصانع وعوائد السيارات واستنزاف الفرشة المائية واقتلاع الأشجار و.. وان بينكم في الغابات كائنات طبيعية يجب العناية بها والحفاظ عليها..
لقد وضعتكم ، كبشر، في وضعكم الطبيعي آمل ، بعد هذا التكوين، أن تحافظوا وتطوروا ما استفدتم.. وخير ضمان لذلك هو التطهير الروحي من الشوائب والتطهير النفسي من النميمة والكذب والنفاق والبغضاء والحقد والكراهية وتضليل الناس واستغلالهم والتلاعب بمصيرهم وذلك لتقوية مناعاتكم وصون كرامتكم…
مهما حصنتم أنفسكم من الخارج فلا يستقيم الأمر إذا لم تحصنوا أنفسكم من الداخل..
عن كورونا