في إطار اللقاء التفاعلي “مراكش ما بعد جائحة كوفيد 19″، الذي يدخل ضمن سلسلة المنتديات الأسبوعية (ورشات ومشاورات)، واللقاءات التفاعلية عن بعد، للتفكير والتشاور وتبادل الآراء والخبرات، المنظمة كل ثلاثاء طيلة شهر ماي 2020، ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا إلى غاية الثالثة زوالا، كان المتتبعون والفاعلون على موعد لقاء نظمته الوكالة الحضرية لمراكش، والذي تمحور موضوعه حول “قطاع التعمير في تدبير ما بعد جائحة فيروس كورونا”، الثلاثاء خامس ماي.
وتطرق المتدخلون، الذين يمثلون جل الإدارات والمؤسسات، الإدارية والترابية والجماعية، وفي مجالات التعمير والتربية والتكوين والصحة والسياحة والهندسة المعمارية والإسكان، تطرقوا في هذا اللقاء الخامس، والنظم من طرف الوكالة الحضرية لمراكش، وجهة مراكش – آسفي، على مدى حوالي 4 ساعات، سبل وضع آليات تدبير فترة ما بعد الحجر الصحي، خاصة من حيث كيفية استغلال الفضاءات العمومية ومعالجة إشكالية التنقل والسير والجولان.
واعتبر والي جهة مراكش آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء التفاعلي يتيح إمكانية إطلاق دينامية استشرافية لحشد الطاقات لتفكير جماعي ومنظم، في إطار نقاش بناء يستحضر ليس فقط خصوصيات الوضعية الراهنة وإشكالاتها، ولكن أيضا البعد الاستشرافي للغد بإشكالاته وتحدياته التي تفرض إبداع سبل متجددة للتكيف مع ظروف الجائحة وما بعدها وتقاسم الاقتراحات الكفيلة بالتغلب عليها.
وأوضح قسي لحلو أن المنهجية المعتمدة في هذا المجال جد دقيقة بشكل يسمح بتجميع جميع المداخلات والتدخلات وفق استراتيجية موحدة مبنية على محور ثلاثة تهم الحماية وخصوصا ما يتعلق بالسلامة والوقاية الصحية، وإعادة إنعاش وتنشيط القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في آفق ضمان انطلاقة جديدة.
وأشار والي الجهة إلى أن المحور الثالث المتعلق بالابتكار يشمل ابتكار حلول ووسائل تدخل جديدة مع البحث عن الفرص الممكنة والاشتغال على سبل الاستفادة منها وتثمينها كرافعة جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبعد أن تطرق والي الجهة قسي لحلو، إلى الجهود المبذولة، ومن ضمنها الشراكة مع مجموعة من المتدخلين والفاعلين على تنظيم 4 ورشات تفاعلية عن بعد لحد الآن همت أولها إطلاق دراسة عامة عن مراكش ما بعد (كوفيد-19) تكفلت بها جامعة القاضي عياض والمركز الجهوي للاستثمار، فيما همت الثانية مبادرة تحديات المنظمة من طرف جمعية مصنع الأعمال الناشئة مع شركائها”، أما الثالثة، يضيف والي الجهة، تكفل لها الفرع الجهوي للاتحاد العام للمقاولات بالمغرب وهمت تدارس مواضيع القطاعات الاقتصادية وآفاق ضمان استمراريتها وإنعاشها ما بعد (كوفيد-19) مع اقتراح حلول مبتكرة جديدة، فيما سهر على تفعيل الورش التفاعلي الرابع المجلس الجهوي للسياحة مع شركائه ويهتم بإنعاش القطاع السياحي.
وأشار والي الجهة إلى أن الجميع يلتقي اليوم بنفس المنطق ونفس العزيمة من أجل “إطلاق الورش الخامس، الذي أنيطت مهمة تنسيق أشغاله للوكالة الحضرية لمراكش، والذي يعنى بدراسة تيمة الفضاءات العمومية والتي تطرح بدورها العديد من التحديات على مختلف المستويات”، مؤكدا، في هذا الصدد، أن الفضاءات العمومية تبقى في قلب إشكاليات ممارسة مختلف الأنشطة علاوة على التنقلات والحركية والتجمعات والتي ستبقى على الأمد القصير على الأقل، رهينة باحترام قواعد التباعد والوقاية والسلامة.
من جهته، وباسم الجهة المنظمة، أبرز مدير الوكالة الحضرية بمراكش، سعيد لقمان، المكانة المركزية للفضاءات العمومية ضمن استراتيجية قطاع التعمير وتنوعها في المدينة الحمراء وتدبيرها خلال فترة الحجر الصحي، كإجراء أقرته السلطات لمواجهة الوباء عبر عمليات التطهير والتعقيم التي تستهدف الشوارع الرئيسية والأزقة وأحياء المدينة.
ولم يفت لقمان التطرق إلى آثار فترة الحجر الصحي على هذه الفضاءات من قبيل ساحة جامع الفنا، التي تحولت إلى “فضاء فارغ”، مشددا على أن العودة إلى الحياة الطبيعية يتطلب بعض الوقت، وجملة من التدابير الاحترازية.
وشدد لقمان، بعد أن أكد على الأهمية المفصلية للتباعد الاجتماعي والأمن الصحي، خلال فترة ما بعد الحجر الصحي، على أهمية فتح نقاش جدي حول “آليات التدخل الاستباقي لضمان تدبير أكثر نجاعة للفضاءات العمومية وإطارا ذكيا للتنقل”.
واستعرض لقمان، في مداخلته، مجموعة من المقترحات من أجل تدبير أفضل للفضاءات العمومية، ما بعد فترة الحجر الصحي، خصوصا في مجالات النقل والتنقل والتعمير، من ضمن تلك الاقتراحات، المنع المؤقت لاستغلال الفضاءات العمومية، من أجل الأنشطة التجارية والاقتصادية، وإعادة تنظيم هذه الفضاءات، وتحويل الأزقة التي يقل عرضها عن 10 أمتار إلى ممرات خاصة بالراجلين، والتحسيس بأهمية احترام التدابير الصحية وإحداث لجان مختلطة لضمان احترامها.
وفي الأخير، لم يفت لقمان، مدير الوكالة الحضرية لمراكش، التعبير عن أمله في أن تسفر أشغال اللقاء الافتراضي عن إصدار توصيات وجيهة من شأنها أن تضمن التدبير الفعال والناجع لفترة ما بعد الحجر الصحي.
يذكر أن هذا اللقاء يسعى إلى إرساء حوار بين الفاعلين المعنيين بفضل نشر وتبادل الأفكار حول قضية رفع الحجر الصحي، وتحسيس الساكنة إزاء أهمية الوعي حول استخدام الفضاءات العمومية ما بعد الحجر الصحي، واقتراح حلول مبتكرة حول أشكال الاستخدام الملائمة.
وشدد المشاركون، خلال هذا اللقاء التفاعلي حول موضوع “أية فضاءات عمومية ما بعد فترة رفع الحجر الصحي”، على ضرورة توحيد جهود مجموع الفاعلين والأطراف المعنية بهدف ضمان التدبير الأمثل والناجع للفضاءات العمومية، التي تشكل المركز الأساس للمدينة الحمراء، خلال فترة ما بعد الحجر الصحي.
وركزت مداخلات المشاركين على ثلاثة مواضيع تشمل “الوقاية من خلال تحديد الإجراءات والتدابير الاحترازية الكفيلة بضمان السلامة الصحية بالفضاءات العمومية ما بعد فترة رفع الحجر الصحي”، و”إعادة الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي وإحياء مختلف الأنشطة”، و”الإبداع والابتكار لتقديم مبادرات جديدة”.