ثقافة وفنون

عين على التلفزيون: لما الاستمرار في بث الضحالة واستغلال الطفولة في ذلك عبر “السوحليفة” مثلا

في الوقت الذي توحي فيه الدولة أنها متجندة كليا في الحرب ضد كورونا وأنها تسخر كل إمكانياتها لذلك، بل وتجمع تبرعات واقتطاعات من أجور الموظفين لتعبئة صندوق خاص بالجائحة تخرج علينا اذرعها الإعلامية بأعمال تافهة دفعت تكاليفها من جيوب الشعب، ولعل أكثر ما أعطت رائحة السطحية منه لدرجة العفونة هو سلسلة لا تحمل ولو نزرا قليلا من الإبداع، ويتعلق الأمر بالعمل المعنون “السوحليفة” ، وقد تم الزج في هذا العمل المسخرة بطفلة تشارك خالها(الذي تناديه باسمه حافيا “المدني”) في السخرية من زوجته وإثارة أعصابها، في تكريس مزمن لدى القناة لدونية المرأة وترسيخ وإعادة إنتاج لهذه الدونية لدى جيل من الأطفال الذين ستعتبر الطفلة “سولحيفة” بطلتهم.

ولم يفت القائمين على هذا العمل المشاركة في المزيد من “ردلكة” وتسفيه شخصية المعلم في سلسلة أخرى وإظهار ها في أحط الصور وأكثرها تسطيحا، شخصية صورتها تافهة و فضولية، تقضي نهارها “تقرقب الناب” على اللاشئ مع الجميع، وتحمل محفظة حيثما حلت وارتحلت إلا داخل الفصل حيث يأتي المفتش فيجد الأستاذ خارجه يتسكع،مما يثير أكثر من علامة استفهام حول الرسالة القيمية أو حتى الترفيهية التي تقدمها القناة “الوطنية” للمشاهد حين تجعل الأستاذ أضحوكة.

ألا يدخل الأمر في سياق عام يستهدف الجسم التربوي في شقه العمومي برمته مما جعل “الفن” تلقي حجرها بدورها في اتجاه جبهة الأستاذ، هل عدمت القناة المادة الخام لخلق الفرجة والترفيه ولم تجد غير الأستاذ لتنزع عنه المزيد من هيبته وتهئ التلاميذ نفسيا للمزيد من التمرد على سلطته وللمزيد من إثارة الشغب في فصله؟ أية إضافة قدمتها القناة بهذه السلسلة برمتها غير الضحالة؟

ألم يحن الوقت لرفع دعوات قضائية ضد من يحرض أو يساهم في كسر العلاقة التربوية بين الأستاذ والتلميذ إعلاميا أو فنيا؟ لماذا لا تتجه المنظمات الممثلة للأستاذ إلى المحاكم لرد اعتبار الأساتذة والأستاذات الذين امتهنت كرامتهم أيما امتهان من طرف قنوات تلفزية تدخل بيت كل تلميذ، ثم لماذا علينا رؤية أموال الشعب يستهتر بها في ظرف حساس لا أحد يستطيع التنبؤ بما بعده؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى