في إطار المنتديات الأسبوعية (ورشات ومشاورات)، التي تنظم كل يوم الثلاثاء من شهر ماي 2020، تنظم الوكالة الحضرية لمراكش، تحت إشراف والية جهة مراكش آسفي، اللقاء التفاعلي الثاني حول “قطاع التعمير في تدبير ما بعد جائحة فيروس كورونا”.
وفي المذكرة التقديمية للقاء التفاعلي الثاني، الذي اختار له المنظمون عنوان “انطلاقة جديدة لأوراش البناء ما بعد رفع الحجر الصحي”، أشار إلى أن “مدينة مراكش تشكل واحدة من أرقى وأفضل وجهات السياحة العالمية، ومركز جدب واستقطاب للعديد من الراغبين في الاستقرار بها، وذلك بفضل جاذبيتها الطبيعية وتنوع خصوصياتها السياحية وتعدد مؤهلاتها المجالية وأصالة تراثها، وخبرتها الواسعة في تنظيم أحداث وطنية ودولية مهمة، مما جعلها قبلة للعديد من المشاريع الاستثمارية المتنوعة وورشا مفتوحا لعمليات البناء والاستثمار في مجال العقار والسياحة والاعمال، وهو ماساهم في توفير عدد مهم من مناصب الشغل وانتعاشة العديد من الصناعات والانشطة ذات الصلة”.
وأضافت المذكر أن “إحداث المدينة الجديدة تامنصورت، وحرص المنظومة المحلية على تبسيط المساطر الإدارية، ومواكبة ودعم المستثمرين في انجاز المشاريع، شكل عاملا رئيسيا في ما شهدته مراكش من حركية اقتصادية، وانتشارا واضحا لعدد من المشاريع العقارية، وأوراش البناء، وبروز أنماط مختلفة من البرامج السكنية، والمشاريع الاستثمارية”.
غير أن ظهور فيروس كوفيد 19 بالمغرب، وما رافقه من إجراءات وقائية وتدابير احترازية، تضيف المذكرة “أدى إلى توقف العمل في العديد من القطاعات، كما هو الحال بالنسبة لقطاع البناء، حيث أكدت الفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين أن أكثر من %90 من مواقع البناء والاشغال العمومية متوقفة حاليا، وهو الأمر الذي يهدد بفقدان ما يقارب مليون منصب شغل بسبب الآثار الناجمة عن وباء كوفيد 19، ويتسبب في عدد من الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية على هذا القطاع الحيوي”.
وفي هذا الصدد، كان لإجراءات الحجر الصحي بمدينة مراكش، حسب المذكرة “الأثر السلبي على العديد من مشاريع البناء، وتوقف عدد من الأوراش التنموية بالمدينة العتيقة لمراكش، وانعكاس ذلك على الجدولة الزمنية المحددة، إضافة إلى تراجع استهلاك الإسمنت، وصناعة البناء، بعد أن توقفت الأشغال لقلة اليد العاملة، وندرة مواد البناء، نتيجة تطبيق تدابير منع التنقل، وفرض التدابير الاحترازية الوقائية، وإجراءات التباعد الاجتماعي، علما أن معظم العاملين في البناء من ساكنة الجماعات المحيطة بالمدينة أو أقاليم أخرى، ويشكلون في غالبيتهم فئة اجتماعية هشة ، مصدر دخلها الوحيد هو البناء”.
لذا، وأمام تأثر قطاع البناء بمدينة مراكش وتوقف معظم أوراش البناء، وتضرر فئة عريضة من عمال البناء من تداعيات وباء فوكيد 19، وفي إطار المقاربة الاستشرافية لمرحلة ما بعد الحجر الصحي بمراكش، فإنه من الضروري التفكير الجماعي في أليات تمكن من إعادة انطلاقة أوراش البناء وانعاش الحركية الاجتماعية والاقتصادية، في احترام تام لمبادئ السلامة والتدابير الصحية، أخذا بعين الاعتبار خصوصيات أوراش البناء بالمدينة، وكثرة المتدخلين في القطاع، من مقاولات بناء وشركات تصنيع المواد ومكاتب دراسات وخبرة ومهندسين معماريين وعمال بناء ومراقبي مخالفات البناء…
غير أن الموضوع بالمقابل، حسب المذكرة التقديمية، يثير مجموعة من الإكراهات التقنية والميدانية، التي تطرح صعوبة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة الصحية والحذر داخل الاوراش، نظرا لطبيعة مجالها وتعدد المتدخلين في نطاقها، وما تعرفه من كثافة عددية على مستوى العمال، وأيضا لطبيعة مواد وأليات ومعدات البناء التي تتداول بين أكبر عدد من العمال، والذين يقيمون في غالب الاحيان بشكل جماعي داخل هذه الاوراش، وما قد يسببه ذلك من انتشار للجائحة، إلى جانب اشكاليات أخرى تختلف حسب طبيعة ونوعية المشروع، ومكان تواجده ونوعية المواد المستعملة في البناء، دون أن ننسى استغلال الملك العمومي وعربات نقل مواد البناء ومطارح نفايات البناء.
وفي نفس السياق، يثار التساؤل حول كيفية التعامل مع عمليات البناء الذاتي بعد رفع الحجر الصحي والتي ستشهد اقبالا كثيفا، خاصة وأن عددا من الملفات حظيت بالموافقة خلال فترة الحجر الصحي، لكون رقمنة مسطرة الدراسة ” رخص” مكنت من الاستمرارية في العمل عن بعد.
وللإجابة عن هذه التساؤلات ومعالجة الاشكالات المطروحة، حرصت ولاية جهة مراكش أسفي على فتح حوار جاد ومسؤول بصيغة تشاورية ومنطق تشاركي بين كل الفاعلين والمتدخلين، بغية بلورة خارطة طريق تضمن انتعاشة القطاع في ظروف آمنة ومقبولة، وفي هذا الصدد وانطلاقا من دور قطاع التعمير في ضبط وتأطير عمليات البناء، تنظم الوكالة الحضرية لمراكش، يوم الثلاثاء (12 مايو 2020) اللقاء التفاعلي الثاني حول موضوع “انطلاقة جديدة لأوراش البناء ما بعد رفع الحجر الصحي” بمشاركة عدد من الفرقاء والمتدخلين والباحثين، بغية مناقشة الرهانات والتحديات التي يتعين رفعها، وتبادل التجارب وتقاسم الخبرات وتقديم أفكار ومقترحات عملية، وفق منهج الذكاء الجماعي وفي احترام للتدابير الاحترازية والاجراءات الوقائية، مع تخصيص فضاء تفاعلي للعموم لطرح أفكارهم والتعبير عن آرائهم وتقديم مقترحاتهم وتصوراتهم في الموضوع.
البرنامج
التاريخ : الثلاثاء 12 مايو 2020
الزمان: الواحدة زوالا إلى غاية الثالثة بعد الزوال
المكان: بث مباشر على صفحة الفايسبوك Marrakech Demain.
مقترح المتدخلين:
الوكالة الحضرية لمراكش
جماعة مراكش (مكتب حفظ الصحة)
المديرية الجهوية للاسكان وسياسة المدينة
شركة العمران مراكش – أسفي
جامعة القاضي عياض
الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين
الفدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين
الجامعة الوطنية لمقاولات البناء والاشغال العمومية
مكتب دراسات مختص في معايير الجودة.