في الواجهة

تمت نفاق ما…!!

عزالدين بونيت

لم تكد تمضي ثلاثة أسابيع على انطفاء معركة مسودة قانون 20/22 التي خرج فيها مغاربة الفايسبوك عن بكرة أييهم مدافعين بحماس عن حرية التعبير، رافضين تكميم الأفواه، مدينين محاولات الحكومة قص اجنحتهم التعبيرية، حتى بدأت تروج على الشبكة عرائض تدعو السلطات إلى القبض على إحدى المدونات، بسبب مضمون إحدى تدويناتها، وفيديوهات تعبئ شعب الفايسبوك لمحاصرة أحد الفنانين على خلفية عربدة تافهة، في الحالتين معا، قيل إن المعنيين قاما بما يعتبره المعترضون إهانة للشعور الديني للمغاربة المسلمين.

السؤال الأول الذي يطرح نفسه في النازلتين هو: أين تكمن بالضبط مخالفة القانون في الفعلين اللذين يؤاخذ بهما المعنيان؟ وأين يكمن سب الدين وسب الرسول، فيما كتب، وما تم التفوه به؟

السؤال الثاني هو: هل تعتبر ثرثرة طافحة، وبضعة سطور تسخر من عنة الشباب اليوم، من الخطورة بحيث تجعل شعب الفايسبوك يضحي، بشكل أقرب الى السفه، بكل “مكتسباته” في معركة حماية حرية التعبير الضارية التي خاضها قبل أسبوعين؟ أليس من حقنا، والحالة هذه، أن نعتبر كل تلك الشعارات السابقة مجرد ادعاءات لا أحد يؤمن بها حقا، بل إننا جميعا مستعدون الآن لخوض معركة لاستئصالها؟

السؤال الثالث: على أي اساس يطالب المطالبون بمحق هذين الشخصين؟ وأي معنى يعطونه لمطلبهم هذا؟ هل يطلبون إعمال مقتضى قانوني محدد؟ ما هو هذا المقتضى؟ أم هل يطلبون فقط إطلاق العنان للانتقام المفتوح غير الخاضع لأي سند قانوني؟ ما هي الأفعال الاجرامية بالضبط المنسوبة إلى الشخصين؟ خطورة هذا المنحى تكمن في إطلاق العنان للهيجان العاطفي والمزاج العام وحدهما ليصبحا معيارا لتحديد ما هو إجرام وما ليس إجراما. والركون الى هذا الاندفاع هو ركون إلى الهمجية والغوغائية، لا إلى القانون.

السؤال الرابع: هناك عنصر غير منسجم ومن شأنه أن يدفعنا الى الشك في الصورة المنشورة أدناه؟ فمن يقول لنا ما هو؟ اكتشاف هذا العنصر سيكون بمثابة تمرين على إعمال ملكة النقد في كل ما يعرض علينا، قبل اتخاذ موقف منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى