فكر .. تنوير

العلم و الديمقراطية

منذ أكثرمن عشرين قرنا ” ديمقريط ” و ليكريس” إستغاتا بالذرات الأبدية لتحرير الإنسانية من خوف الآلهة. ويبقى غليلي رمز البحث الغير القابل للترويض عن الحقيقة العلمية بتجرأه بالقول مع ” كوبرنيك ” و ” كبلر ” بأن الشمس بدل الأرض هي مركز للكون داحضا بذلك ” فيزياء أريسطو” سيجد نفسه في مواجهة الكنيسة ومحاكم التفتيش التي أحرقت ” جيردانو برينو ” حيا .

و على خطى غليلي، فإن المعركة من أجل حرية النقاش العلمي هي التي صنعت العلم الحديث. و كان لابد من ” هارفي ” وباسكال” و ” نيوتن ” و ما نعتوا ” بالتجريبيين ” ليكتشفوا كيف نساءل الطبيعة و فهم صياغة الأسئلة لإيجاد الأجوبة المؤقتة – و التي تمكن من إعادة طرح أسئلة جديد – بدل التأملات أو الإيحالة على ” السلط|” ..

العلم و الديمقراطية ازدادا توأمين و يتقدما جنبا إلى جنب . العلم في حاجة حيوية للحرية لأنه نفسها الماهية نفسها لمعرفة إعادة النظر في يقينياته . و حد و طرق اشتغاله .

الديمقراطية المعاصرة في حاجة أيضا للعلم لأن هذا الأخير هو التعبير الأكثر قوة و الأكثر سخاء لروح الانسانية و يتأسس على المساواة التامة أمام الحقيقة، و يتجاهل الحدود اللغوية و الجنسية و الدينية و بين الدول، و يستبعد الغش و المساومات، العلم مدرسة للصرامة، والصدق و التسامح .

الديمقراطية محتاجة للعلم لأنه قوي و فعال، و العلم و الديمقراطية هو البناء الأنبل للإنسانية تائهة داخل هذا الكون الشاسع .فإذا كانت العلوم عقلنة النشاط الذهني الإنساني و اكتشاف للواقع القاتم و ظواهره كموضوع و إنه يؤسس لواقع ممكن و محتمل، أي البحث عن حقيقة نسبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى