تقديم :من أجل قياس مدى إشعاع خطاب ألبير كامو،فلا أحد بوسعه أن يكون مرجعية مثلى أفضل من الموقع الذي تشغله ابنته كاترين.المؤتمنة على آثاره وذاكرته،وهي التي تتلقى كل شهر عشرات الرسائل من قراء ينتمون لجنسيات مختلفة،كي يخبروها بأهمية كامو بالنسبة لحياتهم.داخل المنزل الذي اشتراه كامو في عمق قرية”لورمارين”،عند قدم السلسلة الجبلية”لوبرون”،كي يعثر ثانية على أجواء البحر الأبيض المتوسط،التي حظي بها فترة شبابه،تعيش كاترين محاطة بزمرة من الكلاب والقطط.ثم ألكسندر الذي يساعدها في مكتبهما المشترك المتواجد في طابق أرضي لبيت ريفي مضياف ودون تباه،من أجل تفعيل آثار والدها. منذ سنة1980وعقب موت والدتها فرانسين،صارت كاترين ذات التكوين المعرفي في مجال المحاماة المالكة الفعلية لحقوق ألبير كامو.مهمة مرهقة،مثلما تصفها،سواء نتيجة مجمل العمل الذي ينبغي إنجازه وكذا قيمة هذا الأب الشهير :((لقد خشيت دائما أن لا أكون عند المستوى المطلوب،حتى لا يقال بان ابنة كامو بلهاء،والخوف من تخييب ظن قرائه الذين يحبونه)).لكن حينما تستعيد كاترين شريط : ((سبع وثلاثين سنة في محلها هذا)) ،مجندة لخدمة ما خلفه والدها من متون ،نراها سريعا ،تشرع في الكشف عن التماسات عديدة تبرز السمعة العالمية لألبير كامو،وكذا سعادتها بالانكباب على بعث نصوص تمنح : ((الشخص الشجاعة والأمل)).