أوضح ا البروفيسور عز الدين إبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أنه يجب عدم الخلط بين الوضعية الوبائية الهندية الكارثية بكل المقاييس، وبين ظهور المتحور الهندي الذي وفد إلى المغرب مؤخرا.
وأشار إبراهيمي، أن انفجار “القنبلة الوبائية” الهندية جاء بسبب عدة أسباب وعوامل ومنها، أولا سلوكيات المواطنين المترتبة عن الإحساس الزائف بالأمان ما أدى إلى التخلي الكامل عن الإجراءات الاحترازية الشخصية، ثم انضاف لهذا المعطى العام قرارات المؤسساتية التي لم تكن صائبة دائما.
البروفيسور إبراهيمي، أفاد، في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، أنه بالنسبة للمتحور الهندي فقد كان متوقعا نشأته و تطوره في الهند أو أي مكان أخر إذا ما توفرت شروط تكاثره و تغيره الجيني و بالفعل فقد ظهرت هذه السلالة الهندية (B.1.617) محليا بالأردن، مستدركا، لكن هذه السلالة التي تتميز بتراكم طفرتين معروفتين و لأول مرة بمنطقة الشوكة البروتينية، خاصيتها لا تختلف عن الأخريات. فالنتائج الأولية لهذه السلالة ذات الطفرتين المزدوجتين لا توحي بأنها ليست أخطر من سابقاتها…
فيما يلي التدوينة كاملة لكل غاية مفيدة:
في نقاشنا حول دخول المتحور الهندي للمغرب يجب أن لا نخلط بين الوضعية الوبائية الهندية الكارثية بكل المقاييس و بين ظهور المتحور الهندي الذي وفد إلى المغرب مؤخرا.
هل المتحور الهندي هو السبب في الحالة الوبائية الهندية؟
فكما قلنا في التدوينة السابقة، فانفجار “القنبلة الوبائية” الهندية هو نتيجة لأسباب و عوامل متعددة أولها سلوكيات المواطنين المترتب عن الإحساس الزائف بالأمان و الذي أدى عن التخلي الكامل عن الإجراءات الإحترازية الشخصية و كذلك القرارات المؤسساتية التي لم تكن صائبة دائما. و في الأخير عامل تفشي و تكاثر مجموعة من السلالات المتحورة المعروفة (البريطانية و البرازيلية و الجنوب إفريقية) إلى جانب المتحور الهندي الذي يمثل أقل من 20 في المئة من الفيروسات المنتشرة في الهند.
بالفعل فليست هناك أي ابحاث تبين العلاقة السببية الواضحة بين تفشي المتحور الهندي و الحالة الوبائية الخطيرة بالهند و ربما كان للسلوكيات و المتحورات الأخرى قسط أكبر. وكما عهدناه، أتمنى أن يساهم المغرب بأي شكل من الأشكال في مساعدة الهند على تجاوز هذه المحنة التي ليست هي محنة بلد بل الإنسانية أجمع.
هل هذه السلالة أخطر من سابقاتها؟
بالنسبة للمتحور الهندي فقد كان متوقعا نشأته و تطوره في الهند أو أي مكان أخر إذا ما توفرت شروط تكاثره و تغيره الجيني و بالفعل فقد ظهرت هذه السلالة الهندية (B.1.617) محليا بالأردن.
و لكن هذه السلالة التي تتميز بتراكم طفرتين معروفتين و لأول مرة بمنطقة الشوكة البروتينية، خاصيتها لا تختلف عن الأخريات. فالنتائج الأولية لهذه السلالة ذات الطفرتين المزدوجتين لا توحي بأنها ليست أخطر من سابقاتها:
1- من ناحية التشخيص، فجميع التقنيات المستعملة حاليا مازالت تمكن من تحديد هويتها و التعرف عليها
2- لا أظن أن هذه السلالة ستكون أسرع انتشارا من البريطانية. بالفعل، فبعد ظهورها في شهر أكتوبر 2020، أخذت هذه السلالة مدة 6 أشهر لتصل إلى 15 في المئة من الفيروس المنتشر في الهند. بينما لم تحتج السلالة البريطانية التي ظهرت في شهر دجنبر لأكثر من أسابيع للسيادة في بريطانيا وبعدها العالم.
3- الذي نعرفه هو ضراوة مرض الكوفيد المترتب عن الإصابة بهذه السلالة و لا مدى ظهور الحالات الحرجة عند الشباب و الأطفال و لسبب بسيط كون الدراسات مازالت قيد الإنجاز.
4- بالنسبة للاستجابة المناعية بعد التلقيح، فالمؤشرات الأولى تكشف أن عدد من اللقاحات مازالت ناجعة ضد المتحور الهندي مثل كوفاكسين الهندي و استرازينيكا و فايزر.
ما العمل في حالة المغرب؟
أظن أنه يجب الحفاظ على الوضعية الوبائية المغربية الشبه مستقرة بالعودة إلى الإجراءات الاحترازية الشخصية و الانخراط الجماعي في عملية التلقيح الجماعي الذين أثبتا نجاعتهما وطنيا و عالميا في مواجهة أي متحور أيا كانت سلالته أو “مسلسله”… فلنحافظ على مكتسباتنا التي حققناها بكثير من التضحيات بمزيد من “الحيطة و الحذر” دون الانجراف إلى الهلع و الفزع….
و كلي أمل في فرج قريب إن شاء الله…. و لم لا بعد العيد….
حفظنا الله جميعا…