توأمان فلسطينيان يحولان طائرة “بوينج 707” إلى مطعم
ينشغل التوأمان خميس وعطا الصيرفي من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بوضع اللمسات الأخيرة على تحويل طائرة “بوينج 707” إلى مطعم يستقبل الزبائن في خطوة غير مسبوقة.
واشترى التوأمان الطائرة، التي أصبحت خارج الخدمة من شركة إسرائيلية في عام 1999، وانتظارا 22 عاما لتحويلها إلى مشروع استثماري بسبب عدم وجود استقرار أمني في الضفة الغربية طيلة الأعوام الماضية.
وجاءت الفكرة لدى التوأمين كون الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يمتلكون أي طائرات مدنية للسفر أو مطار خاص، ما دفعهم لشراء الطائرة وتحويلها إلى مشروع يعود بالنفع على الجمهور الفلسطيني بأسره.
وبعد مفاوضات مضنية بين التوأمين مع الشركة الإسرائيلية استطاعا شراء الطائرة مقابل 100 ألف دولار لتحقيق ما كانا يحلمان به من إنشاء مطعم داخلها.
ويقول خميس الصيرفي (60 عاما) وهو والد 7 أطفال لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن نقل الطائرة من إسرائيل إلى الضفة الغربية لم يكن سهلا “لقد واجهنا عملية معقدة للغاية، خاصة أننا كنا بحاجة إلى نقل طائرة وليس سيارة صغيرة الحجم”.
واستغرقت عملية نقل الطائرة من خلال التنسيق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قرابة 13 ساعة جرى فيها إغلاق طرق رئيسية للسماح بدخولها عبر شاحنة عملاقة.
ويقول عطا الصيرفي لوكالة أنباء ((شينخوا))، “لقد كان حدثا تاريخيا في حينه استطعنا فيه إدخال الطائرة بسلام وكذلك تحقيق حلمنا بإنشاء مطعم في داخلها”. ويضيف الصيرفي بينما يضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات، أن “الطائرة وصلت إلى نابلس الساعة الرابعة صباحا بينما كان الناس ينتظرونها في الشوارع، كحدث لأول مرة، حينها شعرنا بأن الأمر كما لو كان انتصار ا في حرب وقد فزنا بهذه الطائرة”.
وتابع عطا الصيرفي، أنه وشقيقه، خططا لفتح المطعم بعد بضعة أشهر من وصول الطائرة، لكن القدر لم يشاء في حينه بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 وأدت إلى عدم الاستقرار الأمني.
ويتذكر الرجل الستيني بينما يتحدث مع شقيقه، “لسوء الحظ، اضطررنا لإيقاف مشروعنا، وأدركنا أننا فقدنا كل أموالنا لأننا لم نتمكن من إعادة الطائرة إلى الجانب الإسرائيلي”.
ورغم ذلك لم يتخل التوأم عن حلمهما وتمكنا من الاحتفاظ بالطائرة القيمة لمدة 22 عاما وكانا يتابعان صيانتها وحمايتها من التلف والصدأ بشكل مستمر.
وقال خميس، بينما الابتسامة تعلو وجهه، “طوال الوقت، نشعر كما لو أن هذه الطائرة كانت أحد أبنائنا، لذلك احتفظنا بها، وحافظنا عليها ،حتى تصبح جاهزة للعمل عندما يحين الوقت”.
وأضاف أنه بسبب الصراع السياسي والاقتصادي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى ظهور مرض فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19” في الأراضي الفلسطينية قبل نحو عامين زاد من تفاقم الأوضاع بالضفة الغربية.
ونتيجة للإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية من عمليات إغلاق متكررة، تدهور قطاع السياحة في الضفة الغربية لاسيما مدينة بيت لحم وسط منع السفر منها وإليها.
وقال الصيرفي، إن “منع السفر يذكرني بالوقت الذي لم نتمكن فيه من السفر بسبب الانتفاضة وفقدنا حقنا في السفر والتنقل بحرية، ولهذا قررت إعادة بناء طائرتنا وفتحها كمطعم في محاولة لإنعاش الحياة السياحية على الرغم من الظروف الحالية غير المسبوقة”.
وحتى الآن، كلف المطعم النادر والمثير للجدل أصحابه 2 مليون دولار أمريكي، حيث سيضم حوالي 20 عاملا، كلهم سيرتدون الزي الرسمي الخاص على أن يفتح أبوابه للزبائن للاستماع بوقتهم داخل الطائرة قريبا.
واستبق التوأم خطوة افتتاح المطعم داخل أروقة الطائرة من خلال إقامة مقهى صغير في محاولة لجذب الزبائن يتم فيه تقديم السندويشات وبعض المشروبات الساخنة والباردة والنرجيلة.
ولاقت فكرة إقامة مطعم داخل طائرة سفر الترحيب والدعم من قبل الفلسطينيين الذين توجهوا إلى مكان وجودها لالتقاط الصور أمامها وفي داخلها.
وأشاد الشاب عمر خميس (35 عاما) من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بفكرة هذا المطعم الغريب كونه الأول من نوعه.
وقال خميس لـ ((شينخوا))، إن مثل هذه المشروعات الاستثمارية ستحيي الحياة السياحية سواء الداخلية أو الخارجية في الأراضي الفلسطينية.