تسجيل صوتي منسوب للبغدادي يدعو أنصاره إلى مواصلة “الجهاد”
دعا زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبو بكر البغدادي، الأربعاء، في تسجيل صوتي منسوب إليه، تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام، هو الأول له منذ عام، أنصاره الى “عدم التخلي عن جهاد عدوهم” على الرغم من الهزائم الكثيرة التي مني بها الجهاديون.
وتأتي رسالة البغدادي، والتي دعا فيها، أيضاً، إلى المزيد من العمليات في الدول الغربية، لمناسبة احتفال المسلمين بعيد الأضحى، وبعدما خسر تنظيم الدولة الإسلامية تدريجياً خلال العامين الماضيين غالبية المناطق التي أعلن منها “الخلافة” في سوريا والعراق في العام 2014.
وقال البغدادي في التسجيل إن “ميزان النصر والهزيمة عند المجاهدين ليس مرهوناً بمدينة او بلدة سلبت وليس خاضعاً لما يملكه المخلوقون من تفوق جوي او صواريخ عابرة او قنابل ذكرية ولا لكثرة الأتباع والأشياء (…) ومتى تخلوا عن دينهم وصبرهم وجهاد عدوهم ويقينهم بوعد خالقهم هزموا وذلوا، ومتى تمسكوا به عزوا وانتصروا ولو بعد حين”.
ويعود آخر تسجيل صوتي للبغدادي إلى 28 سبتمبر من العام 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم المتطرف من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقاً، على وقع هجوم لقوات سوريا الديموقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة أميركياً.
وبعد خسارته خلال العامين الماضيين، غالبية مناطق سيطرته في سوريا والعراق لم يعد يتواجد تنظيم الدولة الإسلامية سوى في جيوب محدودة في المناطق الصحراوية أو في خلايا نائمة تشن هجمات بين الحين والآخر.
إلا أن البغدادي قال في التسجيل الصوتي إن “دولة الخلافة باقية بإذن الله (..) تنصر دين الله وتقاتل اعداءه”. وتوجه في الخطاب إلى أنصاره في “العراق والشام واليمن وسيناء وخرسان وليبيا وغرب إفريقيا ووسطها وشرق آسيا والقوقاز وغيرها من الولايات”، داعياً إياهم إلى مواصلة حمل السلاح والقتال كما والالتحاق في صفوف التنظيم.
– 25 مليون دولار –
ويتعذر تحديد تاريخ التسجيل الصوتي الذي نشر الثلاثاء، لكن يبدو أنه أعد حديثاً نظرا إلى أن البغدادي انتقد فيه إعلان السعودية قبل خمسة أيام منحها مئة مليون دولار للتحالف الدولي للعمل على مشاريع خدماتية في مناطق الأكراد في شمال شرق سوريا.
وخصص البغدادي جزءاً من كلمته لشن هجوم على الولايات المتحدة، إذ قال “لقد أفشل المجاهدون بتوفيق الله ومنه ما كان قد تحلم به اميركا من السيطرة وبسط النفوذ حتى أقبلت روسيا الصليبية تزاحمها في المنطقة وتنكد عليها استفرادها بها”.
وتوعد قائلاً “قد أعددنا لكم يا حماة الصليب (…) ما سينسيكم بإذن الله أهوال العراق وخرسان”.
وخسر التنظيم المتطرف مناطق سيطرته على وقع عمليات عسكرية متتالية، شنها في سوريا المقاتلون الأكراد بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من جهة، والجيش السوري بدعم روسي من جهة أخرى. كما دعم التحالف القوات العراقية في معاركها ضد التنظيم المتطرف.
ويعتقد مسؤولون عراقيون أن البغدادي، الذي سرت شائعات عدة حول مقتله، موجود في سوريا. ورصدت واشنطن مبلغ 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله.
وأعلنت الاستخبارات العراقية في مطلع يوليوز أن ابن البغدادي حذيفة البدري قتل في سوريا بثلاثة صواريخ موجهة روسية اصابت المغارة التي كان بداخلها. وقد أكدت وكالة أعماق التابعة للتنظيم وقتها مقتل نجل البغدادي.
وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، المولود في العراق، في يوليوز 2014 اثناء الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل، وذلك بعد إعلان “الخلافة” وتقديمه كـ”أمير المؤمنين”.
وخلال السنوات الماضية، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية تنفيذ اعتداءات دموية حول العالم أوقعت عشرات القتلى من فرنسا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وغيرها. وتتنوع تلك العمليات بين تفجيرات وإطلاق نار أو عمليات طعن ودهس بالسيارات.
ودعا البغدادي في التسجيل الصوتي إلى المزيد من تلك العمليات إن كان بالطعن أو “تفجير ناسفة” أو “الدهس في الطرقات”. وتبنى الهجوم بإطلاق النار في تورونتو في كندا في يوليوز، والذي كانت السلطات الكندية شككت بدور التنظيم المتطرف فيه وإن كان تبناه عبر وكالة أعماق التابعة له.
وفي سوريا، انتقد البغدادي الفصائل المعارضة واتفاقات التسوية التي تجريها مع دمشق وتنتهي باستعادة الجيش السوري مناطق سيطرتها وآخرها في محافظتي درعا والقنيطرة جنوباً.