ذبيحة سرية!
لقد ذبحت السياسة قبل ذبح أضحية العيد في مملكتنا السعيدة هذا العام وإني أتساءل إن كان الفقيه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، قد سمى وكبر قبل أن يضع رجله على صفاح السياسة وينحرها، كما جاء في الصحيحين، قبل أن يقترح إسم السيد محمد بنشعبون ليعينه الملك وزيرا للاقتصاد والمالية إحتراما لظاهر الدستور!!
إن تعيين رجل من التقنوقراط في هذا المنصب ضربة قاسية ومباشرة للخطب الرسمية الداعية لإعادة الاعتبار للعمل الحزبي وقطيعة مع كل ما يقال حول تحفيز الشباب للإنخراط في السياسة.
كيف يمكن لشاب مغربي اليوم أن ينخرط في شبيبة حزبية في ميسور ويتدرج داخل الحزب من الفرع الى المجالس الوطنية والمكاتب السياسية ويحضر الأوراق المذهبية ويقنع ويعبئ ويخرج تحت أشعة الشمس في الحملات الانتخابية ويسهر داخل مقرات الجماعات الترابية وهو يرى المظليين يسقطون على كراسي الوزارات قادمين من مدارسهم العليا ومناصبهم المريحة ليحددوا معالم الطريق لشعب لم يقعدوا اليه ولم يتعاقدوا معه.
لقد حاول رئيس الحكومة النأي بنفسه عن هذه الذبيحة السرية عندما كتب على التويتر أن عزيز أخنوش هو من إقترح الرجل وأن القرار ليس قرار أغلبية!
فمن تكون الأغلبية إذن؟ وما موقع أخنوش فيها؟ أو ليس لسعد الدين، بوصفه منسقا، رأي فيها وحديث في من يتحمل المسؤولية بإسمها؟
بغض النظر عن التبريرات فإن الثابت بعد هذا التعيين هو أن رئيس الحكومة قال للعزيز: نتا ذبح ونا نسلخ!
ولتذهب الخطب و الشعارات الى الجحيم.