الدارالبيضاء أكبر مدينة وأشهر مدينة مغربية، مجلس جماعتها المنتخب يعرض على التكوين، أمر جدير يالتأمل ويتطلب كم من فنجان قهوة للاستيعاب والفهم، غير عاقل من يرفض التكوين ولا يطلبه، لكن نحن امام مجلس انتخب حديثا ومازال إلى حدود الآن لم يتمم تشكيل هياكله ونظامه الداخلي ومازال هناك شوط طويل ليعرض ويصادق على برنامج عمله، والمفروض إن كان لابد من تكوين أن يستجيب لأهداف البرنامج الجماعي، فربما قد تعرض الأحزاب المشكلة للاغلبية برنامجا فائق العلم والطموح، يتطلب تجديد المعطيات لدى المنتخبين لبلوغ الأهداف المنشودة من هذا البرنامج.
أما وأن ننطلق قبل باسم الله الرحمان الرحيم بعملية تكوين فتلك قضية أخرى، فإما ان المدبيرين الجدد اكتشفوا ان المنتخبين لا يفقهون حتى في القوانين المنظمة للعمل الجماعي، وهذه معضلة تدين الأحزاب التي دفعت بهؤلاء إلى تمثيل الساكنة، وبان كل تلك التبجحات التي سبقت الحملة الانتخابية، كونها ستقدم أطرا في المستوى هي مجرد كلام للتسنطيح فقط والأهم لديها هو بلوغ الكراسي، وهنا تكون النظرة للجماعة هي مجرد كعكة، بل إن هذا الأمر يدفعنا للتساؤل عن الدعم المالي الذي يقدم للأحزاب، وهل يشمل تكوين المنتخبين لديها أم لا، وإلا لماذا سنكون ممثلين لأحزاب على حساب وقت الجماعة، خاصة جماعة مثل الدارالبيضاء التي تتسابق مع الزمن كي تبلغ الهدف الذي رسمته لها الدولة لتلعب دورها الاقتصادي والمالي على الوجه الأكمل، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي.
كنا ننتظر أن تكون هناك تمثيلية وازنة من خلال منتخبين لهم دراية وقوة على الإبداع التدبيري لإتمام الأوراش التي رسمتها الدولة من خلال البرنامج التنموي للمدينة، لكن خبر التكوين يفيدنا بأننا مازلنا في مرحلة الابتدائي ووجب التريث إلى حين تكوين من انتخبوا، ثم نستأنف النشاط وعلى الساكنة ان تصبر أكثر في فساحة قاعة الانتظار التي قبعت فيها منذ سنة 2003، تكوين المنتخبين هو مهمة الأحزاب وليست مهمة خزينة الجماعة، حتى وقد قيل بأن هذا التكوين مجاني فليس محله الجماعة، إذ المفروض أن يكون من يمثل حزبه داخلها شامل المعرفة في المجال الترابي.
إن هذه الخطوة لا تبعث على الاطمئنان لأن من أعلن التكوين يعي بأن من أمامه خارج الزمن الجماعي، وهذا ليس هو المؤمل وليس هذا هو المرجو ، ولعمري إن الأمر يدخل في باب هدر الزمن البيضاوي ..إلى حدود الآن لم يخرج أي حزب من الأحزاب المسيرة ولو بملامح برامج سطرها للعاصمة الاقتصادية وهو ما يزيد الأمور ضبابية ولبسا، فما هي خلاصات 100 يوم 100 مدينة ؟