كرة القدم النسوية: وعود وإنجازات وطموح…
باتت المرأة تلعب دورا محوريا وهاما داخل المجتمع المغربي منذ سنوات، بفعل تطور حقيقي، انطلق بسياسة واضحة للملك محمد السادس، منذ سنة 2000. وتشكل منعطف كبير انطلق بتطبيق القانون الجديد للأسرة (المدونة) والتي دخلت حيز التنفيذ سنة 2004، ومكنت من تحقيق جانب مهم من المناصفة بين الرجل والمرأة في جميع مناحي الحياة، ثم قانون الجنسية بمبادرة ملكية والذي مكن النساء المغربيات من منح جنسياتهن لأبنائهم مع أثر رجعي.
وفي هذا السياق، انطلق ورش كرة القدم النسوية والذي يروم تطوير كرة القدم لدى الفتيات والنساء عبر مختلف ربوع المملكة. وشكلت العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية والمحدثة من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، محورا أساسيًا في هذا الورش، ذلك أن العصبة، تتكلف بجميع ما يتعلق بكرة القدم النسوية، وهو قرار قوي استراتيجي أدى إلى توقيع عقد أهداف بتاريخ 6 يونيو 2020، كنقطة انطلاقة لمشروع متوسط المدى بإشراف من فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
ومن خلال هذا التوقيع، جرى وضع مخطط طموح يروم تطوير كرة القدم النسوية عبر إطلاق مشروع “البطولة الاحترافية” بقسميها الأول والثاني اعتبارا من موسم 2020-2021.
وفي جانب أخر، وبهدف ضمان التكوين التقني والتكتيكي للاعبات، تم إطلاق بطولة أقل من 15 و17 سنة، هذه الهيكلة مكنت الفرق من الإستجابة للمعايير الدولية الخاصة بالإحتراف.
ومكن عقد الأهداف الموقع بين الجامعة الملكية المغربية القدم والعصبة الاحترافية لكرة القدم النسوية والعصب الجهوية، من ضمان دخل شهري للاعبات بهدف ضمان الاندماج السوسيو مهني وخلق اقتصاد رياضي. كما كان التكوين كذلك في قلب مشروع تطوير كرة القدم النسوية بالمغرب، على اعتبار أن 1000 إطار يجري تكوينهم اليوم من أجل الفرق النسوية، كما أن أن الجامعة ترغب في أن تبلغ 90 ألف مُمَارِسة بالمملكة في أفق 2024.
وبغرض مواكبة النوادي في هذا الورش، تم اعتماد غلاف مالي كبير مع الحث على ضرورة اعتماد حكامة جيدة لإنجاح هذا المشروع. كما أن اللاعبات استفدن من مشروع دراسة ورياضة عبر أقسام لفائدة عشرات اللاعبات اللواتي يمارسن كرة القدم و يتابعن دراستهن بشكل عادي بل يتم توجيههن في مسار مهن مرتبطة بالرياضة، كما تم وضع منح خاصة في إطار مشروع “الفرصة الثانية” بالولايات المتحدة الأمريكية.
هذا المشروع الكبير والذي حقق نجاحا كبيرا وشكل نموذجا يحتذى به في القارة الإفريقية، اعطى تماره الأولى بعد تأهل فريق الجيش الملكي لكرة القدم النسوية إلى نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية وذلك لينافس الفريق على هذه الكأس في الأيام المقبلة.
وعلى مستوى المنتخبات الوطنية فإن التعاقد مع المدرب رينالد بيدرو أعطى نتائج جيدة، منذ حلوله بالمغرب دجنبر 2020 وهو الذي يعتبر من أفضل مدربي كرة القدم النسوية في العالم.
هذا وحقق المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية نتائج إيجابية بالفوز في مناسبتين على مالي و على الكاميرون، كما أن العمل جاري لضمان مكان للمنتخب الوطني لكرة القدم النسوية لأقل من 17 و20 سنة خلال بطولتي العالم المقبلتين، ذلك أن الجامعة تريد فرض مكانة إفريقيا في العالم.
ويمكن القول بأن المغرب جنى ثمار سياسته في مجال كرة القدم النسوية عبر تنظيم كأس أفريقيا لكرة القدم السنوية 2022 وهو ما يبين مجهودات المغرب والذي يسعى منتخبه لكرة القدم النسوية إلى تحقيق الهدف الكبير وهو التأهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخه.