حول العالمفي الواجهة

تقرير إخباري:السودان..اتفاق سياسي بين البرهان وحمدوك واعتباره خيانة من تجمع المهنيين وترحيب دولي واسع به

وقع رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك اتفاقا سياسيا يعيد حمدوك رئيسًا لحكومة كفاءات، ويقضي بتعديل الوثيقة الدستورية والإفراج عن المعتقلين.

ورغم الترحيب العربي والدولي بالاتفاق الجديد بين الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وعبد الله حمدوك رئيس الحكومة الانتقالية المقال، إلا أن اتفاق البرهان وحمدوك، قوبل بانتقادات حادة من القوى المدنية؛ لدرجة وصفه من قبل تجمع المهنيين السودانيين بالخيانة.

ونص الاتفاق الموقع بين البرهان وحمدوك على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإلغاء قرار إعفاء حمدوك من منصبه رئيساً للوزراء، والعمل على بناء جيش قومي موحد، وإعادة هيكلة لجنة تفكيك نظام البشير مع مراجعة أدائها، وإعادة التأكيد على أن الوثيقة الدستورية الصادرة في 2019 هي المرجعية لعملية الانتقال السياسي مع تعديلاتها المثيرة للجدل في عام 2020، والتي مدَّدت الرئاسة العسكرية لمجلس السيادة، وأرجأت موعد تسليم رئاسة المجلس للمكون المدني.

ومساء أمس الأحد، التقى البرهان، في العاصمة الخرطوم، مع وزير خارجية الكونغو الديمقراطية، كريستوف أبالا، الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي، بحسب بيان لمجلس السيادة.

وشدد البرهان، وفق البيان، على “أهمية عودة السودان للأسرة الأفريقية وإزالة الفهم المغلوط عن الخطوات الأخيرة التي وضعت الثورة في مسارها الصحيح”.

ودعا البرهان إلى “تضافر الجهوية الإقليمية الدولية لاستكمال عملية السلام لإنجاح الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي”.

وصدرت مواقف رافضة لمضمون اتفاق البرهان وحمدوك من تجمع المهنيين السودانيين، الذي رشح حمدوك لمنصب رئيس الوزراء قبل عامين، حيث رفض الاعتراف بالاتفاق ووصفه بأنه “خيانة وانتحار سياسي للدكتور عبد الله حمدوك”.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، في بيان: أن”اتفاق الخيانة الموقع بين حمدوك والبرهان مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يخص سوى أطرافه، فهو مجرّد محاولة باطلة لشرعنة الانقلاب الأخير وسلطة المجلس العسكري، وانتحار سياسي للدكتور عبد الله حمدوك”.

وتابع البيان: “نقاط اتفاق الخنوع، على علاتها وانزوائها بعيداً دون تطلعات شعبنا، فإنها لا تعدو كونها حبراً على ورق، جرّب شعبنا عهود الانقلابيين الكاذبة وخبر خسّتهم ونقضهم لها”.

وهدد التجمع باللجوء إلى الشارع لإسقاط الاتفاق، قائلاً إن “طريق شعبنا أكثر وضوحاً الآن من أي وقت مضى، إسقاط شراكة الدم وكل من يلتحق بها، ومواصلة المقاومة السلمية ببناء قواعد المقاوِمة في لجان الأحياء والكيانات النقابية، وتنويع أدوات الفعل المقاوم بلا توقف وصولاً للدولة المدنية الديمقراطية وسلطتها الثورية الخالصة”.

وشدد تجمع المهنيين السودانيين التأكيد أن “هذا الاتفاق الغادر هو تلبية لأهداف الانقلابيين المعلنة في إعادة تمكين الفلول وتأبيد سلطة لجنة البشير الأمنية القاتلة، وخيانة لدماء شهداء ثورة ديسمبر قبل وبعد انقلاب 25 أكتوبر، حسب تعبيره.

وأضاف: : “يقيننا أن شعبنا سيبطله وسيواصل وقوفه الصامد، بوجه عواصف القمع والانتكاس التي تحاول إعادته للوراء، منصوب الشراع”.

ترحيب دولي

وحظي الاتفاق السياسي الذي توصل إليه الجيش السوداني ورئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك أمس الأحد، ترحيبا دوليا وإقليميا واسعا ومنها:

وكتب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عبر “تويتر” مساء الأحد: “شجعتني التقارير التي تفيد بأن المحادثات في الخرطوم ستؤدي إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، وإعادة رئيس الوزراء حمدوك إلى منصبه، ورفع حالة الطوارئ واستئناف التنسيق”.

وحث بلينكن كافة الأطراف السودانية على إجراء مزيد من المحادثات ومضاعفة الجهود لإكمال المهام الانتقالية المحورية بقيادة مدنية على الطريق إلى الديمقراطية في السودان”.

وأضاف: “أكرر دعوتنا لقوات الأمن إلى الامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين”.

كما رحبت دول الترويكا (النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة) والاتحاد الأوروبي وسويسرا وكندا في بيان مشترك بالاتفاق على إعادة حمدوك إلى منصبه رئيسا للوزراء.

وقال البيان: “لقد تحمسنا بتجديد الالتزام بالإعلان الدستوري لعام 2019 كأساس لعملية الانتقال نحو الديمقراطية، ونرحب بالإفراج عن الدكتور حمدوك من الإقامة الجبرية، لكننا نحث على الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين الآخرين، ليس فقط في الخرطوم ولكن في جميع أنحاء البلاد. هذه كلها خطوات أولى حاسمة نحو استعادة الانتقال والنظام الدستوري وسيادة القانون في السودان”.

وعبر البيان عن أسف الموقعين عليه وإدانتهم “للخسائر في الأرواح وأعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت منذ 25 أكتوبر”، ورحب “بالالتزام بالتحقيق في الوفيات والإصابات بين المتظاهرين”.

من جانبه، أشار مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر “تويتر” إلى أن إعادة حمدوك إلى منصبه تعتبر “الخطوة الأولى لإعادة العملية الانتقالية إلى المسار الصحيح”.

الأمم المتحدة

رحبت البعثة الأممية بالسودان “اليونيتامس” بالاتفاق بين الجيش السوداني وحمدوك وشددت على ضرورة حماية النظام الدستوري للحفاظ على الحريات الأساسية للعمل السياسي وحرية التعبير والتجمع السلمي.

الاتحاد الأفريقي

ذكر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي أن الاتفاق السياسي الجديد في السودان يمثل خطوة مهمة يمكن البناء عليها، ودعا المجتمع الدولي إلى تجديد تضامنه مع السودان لتعزيز السلم والتحضير الديمقراطي الجامع لانتخابات حرة وسليمة.

إيقاد

رحبت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيقاد”، وهي منظمة شبه إقليمية في أفريقيا، بالاتفاق السياسي في السودان، وأعربت عن الأمل بأن يؤدي ذلك إلى تشكيل حكومة شاملة، مؤكدة استعداد الهيئة للعمل مع الحكومة الجديدة في تنفيذ هذه الاتفاقية وفي جهودها لخدمة الشعب وبناء سودان ديمقراطي جديد.

دول عربية

أشادت الخارجية المصرية بـ”الحكمة والمسؤولية التي تحلت بها الأطراف السودانية في التوصل إلى توافق حول إنجاح الفترة الانتقالية بما يخدم مصالح السودان العليا”، معربة عن الأمل في أن يمثل الاتفاق الجديد “خطوة نحو تحقيق الاستقرار المستدام في السودان.

ورحبت الخارجية السعودية بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان، مشددة على ثبات واستمرار موقف السعودية الداعم لـ”كل ما من شأنه تحقيق السلام وصون الأمن والاستقرار والنماء في جمهورية السودان الشقيقة”.

ورحبت الإمارات بتوقيع الاتفاق السياسي في السودان وأعربت عن “أمنياتها بالتوفيق والسداد للمكونات السودانية في مسيرتها المقبلة لاستكمال المرحلة الانتقالية، مؤكدة حرصهت على تعميق و توسيع آفاق التعاون مع السودان و”وقوفها إلى جانب شعبه الشقيق من أجل تحقيق تطلعاته إلى الاستقرار والتنمية”.

أعربت الكويت عن ترحيبها بالاتفاق، مؤكدة “استمرار دعم دولة الكويت لكل ما من شأنه الحفاظ على الأمن والاستقرار ويحقق صالح جمهورية السودان الشقيقة”.

ورحبت البحرين بتوصل أطراف المرحلة الانتقالية في السودان إلى “اتفاق سياسي شامل يرسخ مهام المرحلة الانتقالية المقبلة ويعزز وحدة الصف بين القوى والمكونات السياسية”، وأكدت تضامنها ودعمها الكامل للسودان في كل ما من شأنه تحقيق تطلعات شعبها الشقيق في الاستقرار والسلام والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى