رأي/ كرونيكمغاربية

حمزة محفوظ يكتب: بين اعتراف تولستوي والنافخين على زناد الكراهية المغربية الجزائرية

في كتاب اعتراف تولستوي، يكتب عبقري الأدب الروسي: “وفي أثناء إقامتي في باريس أظهر لي منظر إعدام أحد المجرمين ضعف اعتقادي الوهمي بالتقدم. لأنني عندما رأيت رأس الرجل يطير عن جثته.

وسمعت الصوت الذي أحدثه سقوط رأسه وجثته في الصندوق المعد لهما، أدركت بكلية كياني، وليس بفكري فقط، أنه ما من نظرية بحكمة جميع النظم الموضوعة، والعقائد المقررة القائلة بالتقدم والارتقاء، تستطيع تبرير هذا العمل الفظيع وأدركت في أعماق قلبي أنه، ولو أجمعت كلمة كل أبناء الانسان منذ الخليقة إلى الآن أن مثل هذا العمل ضروري للتقدم فإني أعرف كل المعرفة، أنه غير ضروري، وأنه عمل رديء بذاته ولذلك يجب عليَ أن أحكم على ما هو حق وضروري، ليس بما قاله الناس وفعلوه، ولا بما رتبوه من النظم للتقدم، بل بما أشعر بصوابه في أعماق قلبي.”

أقرأ الكتاب منذ قليل، ووجدت أن الجملة الأخيرة من الفقرة أعلاه، لما يتحدث فيها تولستوي عن أنه ولو أجمعت كلمة أبناء الانسان… الى لحظة يقول “في أعماق قلبي”، هو تحديدا احساسي لما أرى بقر “شوف تيفي” يسب الجزائرين، وبقية “الحفاة العراة” من الذوق الذين يملؤون الدنيا بزعاقهم، او المذيع الجزائري الذي سمى المغاربة ب”العدو”… لا يكفي فقط هؤلاء المجاحيم من الجهتين، لن يكف حتى وان اقتنع العالم منذ بدء الخليقة ليقنعني بأن اتخذ صاحبي الجزائري الذي راقصت البارحة (ومعه كل مواطنيه) عدواً لي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى