اصطدم خلال مشواره السينمائي بالرقابة..في ذكرى رحيله: معارك وصعوبات خلقت هوية محمد خان+فيديوهات وصور
تمر اليوم 26 يوليوز الذكرى السابعة لوفاة المخرج محمد خان، والذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 2016 عن عمر ناهز 74 عاماً، وقتما كان يتلقى العلاج بإحدى مستشفيات المعادي بمصر.
اهتم خان أكثر، ببتوثيق أحوال المجتمع المصري منذ أواخر السبعينيات وحتى رحيله، واجه كثيرا من االصعوبات في مساره الفني الذي امتد لما يقرب من 50 عاما،وقترب من الشخصيات التي عبر عنها في أفلامه، إذ يحى بمكانة مميزة بين رواد جيله من مخرجي المدرسة الواقعية.
وولد محمد خان في مصر في أكتوبر 1942، لأب باكستاني وأم مصرية، ولم يحصل خان على الجنسية المصرية إلا بعد أن جاوز السبعين بقرار جمهوري صدّق عليه الرئيس عدلي منصور في مارس 2014.
ويعتبر المخرج محمد خان من أبرز مخرجي السينما الواقعية الجديدة، وهي تيار بدأ مع منتصف السبعينيات، وناقشت موضوعاتها قضايا أقرب للشارع وتمثل المواطن البسيط.
اصطدم خان خلال مشواره السينمائي بالرقابة في أغلب من الأحيان، فكانت أغلب أفلامه تثير ضجة كبيرة. ويذكر خان -في حوار له- أن سيناريو فيلمه “زوجة رجل مهم” خضع لتعديل بعد عرضه على جهات أمنية، واضطر لتصوير مشهد يقوم خلاله المتظاهرون بإحراق سيارة، وأضيف إلى الفيلم، ليكون متفقا مع وجهة نظر تلك الجهة التي ادعت حدوث أعمال تخريبية من المتظاهرين في انتفاضة 1977.
كان فيلم (ضربة شمس) في عام 1978 هو أول أفلامه. ثم قدم بعد ذلك (طائر على الطريق) 1981، (الحريف) 1983، و(خرج ولم يعد) 1984، و(زوجة رجل مهم) 1988، و(أحلام هند وكاميليا) 1988، و(سوبر ماركت) 1990، و(أيام السادات) 2001، و(في شقة مصر الجديدة) 2007.
ومارس خان كتابة السيناريو لبعض الأفلام مثل (سواق الأتوبيس) الذي أخرجه عاطف الطيب في 1982.
وكان صرح، خان، قيد حياته، لبي بي سي، عندما حصل على الجنسية المصرية بقرار جمهوري في 2014 إن “أصعب لحظة أواجهها هي تقديم جواز السفر البريطاني في مطار القاهرة. فساعتها يسألني موظف المطار عن جنسيتي فلا أدري ماذا أقول وأظل أستنكر بداخلي هذا السؤال، فأنا مصري وُلدت وتربيت في شوارع القاهرة وأحيائها الشعبية.”
وكان خان يؤمن بأن “الفن هو وسيلة تعبير الفنان عن وجهة نظره في كل شيء، ويمكن للفنان أن يقول ما يريد من خلال أعماله، وهنا تكون الرسالة أوضح.”
وخاض خان رفقة السيناريست مصطفي محرم معركة أخرى مع الرقابة، حين حاولا تقديم فيلم “المسطول والقنبلة” المأخوذ عن رواية للأديب نجيب محفوظ، الذي يتناول فساد السلطة وتزوير الانتخابات والظلم الذي تعرضه له كثيرون، ورشح لبطولة هذا العمل الفنان عادل إمام على أن يقوم محمد خان بإخراجه، لكن تم رفض السيناريو من قبل الجهات الأمنية، وبعد ثورة 25 يناير 2011 أعاد خان ومصطفى محرم تقديم الفيلم مجددا للرقابة وتم الاستقرار على روبي وآسر ياسين لتقديم بطولة الفيلم لكن المشروع تعثر ولم يخرج للنور.
في عام 1984، كان التعاون الأول والوحيد بين محمد خان وعادل إمام في فيلم “الحريف”، والذي لم يرض عنه عادل، وقرر بعدها عدم التعاون مع خان مجددا، لأن الفيلم الذي راهن عادل من خلاله على تغيير جلده سينمائيا لم يحقق إيرادات تذكر.
وفي حوار لخان مع الإعلامية منى الشاذلي، حكى أن الفيلم كان من المفترض أن يكون من بطولة أحمد زكي، لكن الأخير كان مشاكسا، وقرر أن يحلق شعره كاملا، مما أزعج خان، فقرر إسناد البطولة لعادل إمام. لكن المفارقة كانت عدم نجاح الفيلم، في الوقت الذي اعتاد فيه عادل إمام تصدّر السوق السينمائي، فقرر وقتها عدم التعاون مرة أخرى مع محمد خان.
تجربة أخرى تعرض لها محمد خان في فيلمه “فارس المدينة”، الذي قام بطولته محمود حميدة، والذي راهن خان عليه كبطل أول في الفيلم عام 1992 بعد اعتذار فنانين آخرين، ورغم النجاح النقدي للفيلم، فإنه انتهى بأزمة لخان والذي ذكر في أحد حواراته بأنه خرج من تلك التجربة مديونا للبنوك بمبلغ كبير.
حصلت أفلام خان على جوائز من مهرجانات عالمية، من بينها جائزة التانيت الفضي، وجائزة أفضل ممثل ليحيى الفخراني عن فيلم “خرج ولم يعد” من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي 1984، وجائزة السيف الفضي وجائزة أفضل ممثل لأحمد زكي عن دوره في فيلم “زوجة رجل مهم”، من مهرجان دمشق السينمائي الدولي 1987.
وحصل فيلمه “أحلام هند وكاميليا” على جائزة أفضل ممثلة لنجلاء فتحي في مهرجان طشقند الدولي بالاتحاد السوفييتي 1988.
ثم حصل فيلمه “فتاة المصنع” على جائزة الصحافة الدولية لأفضل فيلم روائي طويل من مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة.
المصدر: وكالات ووسائل إعلام الكترونية متخصصة