محلل إسرائيلي: الحرب أوضحت أن إسرائيل ليست مستقلة تماما
قال المحلل الإسرائيلي نداف شرغاي، الثلاثاء، إن الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت النقاب عن أن إسرائيل ليست مستقلة تماما.
جاء ذلك في مقال نشره شرغاي بصحيفة “إسرائيل اليوم” اليمينية بعنوان: “الحرب أوضحت أمرا واحدا: إسرائيل ليست مستقلة تماما”.
وقال شرغاي: “سوف تحتاج العديد من القضايا إلى إعادة تقييم بعد الحرب، إحداها، والتي بالكاد تتم مناقشتها الآن، هي اعتماد إسرائيل شبه الكامل على الولايات المتحدة، عسكرياً وسياسياً، كما أصبح واضحاً تماماً أثناء القتال”.
وأضاف: “أبرز مظاهر هذه العلاقة التكافلية، هو المشاركة غير المسبوقة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اجتماعات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي”.
وعن فوائد ذلك الدعم، قال شرغاي إن “الفوائد الضخمة المترتبة على الحصول على الدعم والمساندة الأميركية واضحة: 4 مليارات دولار في هيئة مساعدات عسكرية سنوية، والإمداد المستمر بالذخيرة أثناء القتال، والدعم الدولي ضد الدول والمنظمات المعادية مثل إيران وروسيا والأمم المتحدة”.
واستدرك: “لكن الجوانب السلبية التي لم تتم مناقشتها بشكل أقل، هي أن إسرائيل محدودة وغير حرة في التصرف كما تراه مناسبًا، لا أثناء الحرب ولا في اليوم التالي”.
وأشار شرغاي إلى أن “الاعتماد موجود في كل مكان، ولكن يجب أن نسعى جاهدين لتقليله إلى أدنى درجة ممكنة”.
ولفت إلى أنه “قبل عامين تقريبا، أصبحت هذه القضية مصدرا للتدقيق في الدوائر الداخلية للمؤسسات السياسية والأمنية في إسرائيل”.
وقال: “تمت كتابة مذكرة أولية وتقديمها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن الصراع الاجتماعي العميق في إسرائيل بشأن الإصلاح القضائي، أدى إلى إجهاض هذه العملية في مهدها”.
وأضاف: “واليوم، هناك العديد من الأشخاص الذين توصلوا إلى استنتاج، مفاده أن إسرائيل يجب أن تستعد لليوم الذي تشهد فيه العلاقات فتورًا كبيرًا في العلاقات مع الولايات المتحدة”.
وأكد أن “هذا يعني أيضًا الاستعداد لسيناريو حيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على تقديم المساعدة لإسرائيل بالمستويات الحالية”.
وعن الدعم العسكري الأمريكي لتل أبيب، قال شرغاي: “تحتاج صناعاتنا الدفاعية المحلية إلى الانفصال تدريجياً عن القيود التعاقدية التي تلتزم بها إسرائيل بموجب الاتفاقيات المبرمة مع الولايات المتحدة، حتى تتمكن من تطوير المزيد من أنواع الأسلحة بشكل مستقل، كما يقول المثل اليهودي الشهير: “إذا لم أكن لنفسي، فمن سيكون لي؟”
وأضاف: “في عام 1982، وصف وزير الخارجية الأمريكي آنذاك (المتقاعد) ألكسندر هيج، إسرائيل بأنها “أكبر حاملة طائرات أمريكية في العالم لا يمكن إغراقها، ولا تحمل حتى جنديا أمريكيا واحدا، وتقع في منطقة حساسة للأمن القومي الأمريكي”.
وأوضح أن “الولايات المتحدة تستفيد أيضاً من علاقاتها معنا حتى لو لم تكن تعتمد علينا”.
وقال: “تعد إسرائيل بمثابة مختبر للعديد من التطورات الأمنية في ظل ظروف قتالية حقيقية، حيث تقوم باختبار الطائرات والدبابات والصواريخ والأسلحة الإضافية”.
وتابع: “قال رؤساء صناعة الطيران الأمريكية ذات مرة إنه تمت إضافة ما لا يقل عن 700 ترقية إلى الطائرة المقاتلة من طراز F-16 بعد المشورة والخبرة الإسرائيلية، وعندما يُترجم هذا إلى دولارات ووقت، تُقدر التكاليف التي تم توفيرها بسنوات عديدة من البحث ومليارات الدولارات”.
وفي 19 أكتوبر الماضي، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه: “استقبلت وزارة الدفاع أول شحنة من سيارات الجيب المدرعة الأمريكية”، ضمن حزمة المساعدات العسكرية التي تخصصها واشنطن لتل أبيب.
وبعد أيام، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل خبراء عسكريين إلى إسرائيل، لتقديم الاستشارة لها في الحرب التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة، وفق متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في مؤتمر صحفي.
ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء، 18 ألفا و412 قتيلا، و50 ألفا و100 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.