رقية تلميذة طاطا المجتهدة تنهي مشوار حياتها حافلة متهورة وبنية تحتية هشة ومفوتة
للفساد وجوه متعددة
بثينة المكودي
فضحت التساقطات المطرية الأخيرة البنية التحتية لبعض المدن والقرى والدواوير المغربية، وفساد من يقومون على ادارتها وتدبيرها، طرق تحولت بسبب السيول الى قطع كأنها من الكارطون، لتظهر سيارات عالقة وهي تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع غياب تام لتجهيزاته المناسبة في مثل هذه الكوارث.
طاطا أحد “المدن ” المغربية التي كشفت السيول عزلتها وضعف بنيتها، طاطا التي قبيلإط و اسبوع كانت تفتخر برقية اسريرن التلميذة المُجدة التي توجت هذه السنة بشهادة الباكالوريا والفرحة تغمرها، وهي تحلم بمستقبل أفضل، والتي كانت من ضمن فوج مبادرة آفاق للمتفوقين، وتم قبولها في المدرسة العليا للتكنولوجيا بمدينة كلميم،
إذ وهي عائدة من تسجيلها لاستكمال مسارها الدراسي بكلميم إلى مدينة طاطا لتكمل ملفها، وتنطلق في مشوارها العلمي، شاءت الأقدار أن تكون تلك هي نهاية مشوارها في الحياة، وان تكون ضحية حافلة متهورة لم تمتثل للنشرات الانذارية و الى سوء تدبير وزارة التجهيز والنقل التي تهاونت في منع حدوث مثل هذه الهفوات.
كانت رقية تحلم بعالم جامعي جديد، وحياة طلابية كلها أمل في العودة لخدمة والديها وتُشرّف أسرتها ومدينتها مع تحفظ على كلمة مدينة، إلا أن الفساد وسوء التدبير كان له رأي آخر، وذهبت رقية بدون عودة رفقة ضحايا فاجعة الحافلة التي جرفتها السيول بمدخل مدينة طاطا، ليرجع فقط خبرا كبيرا وحزينا رحيلها الأبدي بعد انتشال جثتها عصر يوم الاحد 22 شتنبر الجاري.
جدير بالذكر، أنه وفي اخير التحديتات، كشف مصدر إعلامي نقلا عن مصدر رسمي، أن حصيلة الوفيات في حادث انجراف حافلة للركاب بفعل السيول على مستوى واد طاطا، ارتفعت إلى سبعة اشخاص بمن فيهم الممرضة، فيما تم إنقاذ 13 آخرين، فيما لازال تسعة مواطنين في عداد المفقودين.