هجوم وترهيب إسرائيلي ممنهج للأمين العام الأممي
في شتنبر 1961، توفي داغ همرشولد، Dag Hammarskjold) الأمين العام للأمم المتحدة، في تحطم طائرة بالقرب من شمال روديسيا آنذاك، مع 15 شخص آخر.
لقي الأمين العام الثاني للأمم المتحدة في حادثة قاتلة لتحطم طائرة بينما كان في مهمة للسلام في الكونغو، حيث أسقطت طائرته سنة 1961 قرب مطار ندولا (Ndola) برودسيا الشرقية، زامبيا حاليا، في خضم أزمة الكونغو، وقد تزامن ذلك مع صراع بين القطبين / المعسكرين الخربي والشرقي ( غير بعيد زمنيا عن أزمة الخنازير ( قرب كوبا) حيث كان الصراع على أشده بين المعسكرين الشرقي والغربي، وظلت إحدى الأزمات الكبرى خلال الحرب الباردة بعد أن وضعت العالم على شفا حرب نووية طاحنة.
تذكرت هذا الوقائع بمناسبة الهجمات الشرسة التي يتعرض إليها الأمين العام الأممي الحالي ( البرتغالي الجنسية واليساري/ الاشتراكي، ووزيرها الأول سابقا والمعروف بتشبعه بالقيم الإنسانية)، من قبل الصهاينة وأبواقهم من داخل الأمم المتحدة وخارجها، منذ اندلاع العدوان الصهيوني وحلفائه، على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وجديد آخر هذه التهجمات صدرت عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، حيث اتهم الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش بالإخفاق في منع هجمات “حزب الله” على إسرائيل.
ونشر وزير الدفاع الإسرائيلي تدوينة على حسابه بمنصة “إكس” ردا على تدوينة نشرها أمين عام الأمم المتحدة، حيث قال فيها: “السيد الأمين العام، إن الكابوس الذي تتحدث عنه هو في الواقع حقيقة واقعة”.
وأضاف غالانت: “الحقيقة هي أن حزب الله أخذ لبنان رهينة والأمم المتحدة لا تعترف بأفعاله ولا تفي بالتزاماتها الأساسية وهي منع هجمات حزب الله والمطالبة بتنفيذ القرار 1701”.
وأكد موقع روسيا اليوم RT أن أنطونيو غوتيريش أفاد في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بأن لبنان أصبح كابوسا على غرار غزة في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية.
وقال “إن غزة كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها إلى الفوضى بدءا من لبنان”.، كما ذكر الأمين العام الأممي، في تدوينة على “إكس”( تويتر سابقا، أن الوضع في غزة يشكل كابوسا مستمرا يهدد المنطقة بأسرها، ولبنان على حافة الهاوية.وأشار إلى أن اللبنانيين والإسرائيليين وشعوب العالم لا يستطيعون أن يتحملوا أن يتحول لبنان إلى غزة أخرى.
ومنذ شهر دجنبر الماضي شنت إسرائيل هجوما حادا على الأمين العام للأمم المتحدة، وجددت مطالبتها له بالاستقالة بعد دعوته لوقف الحرب على قطاع غزة. وقال وزير خارجية الكيان الصهيوني إيلي كوهين إن “فترة ولاية غوتيريش تشكل خطرا على السلم العالمي”. وقد حصل ذلك بعد إعلان الأمين الأممي تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تخول للأمين العام “أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والآمن الدولي”.
وهذا المقتضى نادرا ما يتم استخادمه وتخوّله “لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين”. بل لم يتردد الوزير الإسرائيلي في اتهام الأمين العام للأمم المتحدة بأنه يشكل “دعما لمنظمة حماس الإرهابية”، على حد تعبيره.
إن الإرهاب الإسرائيلي للأمين العام الأممي ممارسات غير مسبوقة وتطاول خطير على النظام العالمي ( على علاته) والأمين العام الأممي يعرف الملف الفلسطيني جيدا ولا يمكنه السكوت عن جرائم إسرائيل وداعميها عبر العالم، وبناء عليه لم يتردد عن التوضيح بأن ” الشعب الفلسطيني يخضع لاحتلال خانق على مدى 56 عاماً”، مشيراً إلى أن “هجوم حماس لم يأت من فراغ”.