الرئسيةرأي/ كرونيك

بطلة مسلسل”الناس لملاح” الذي يعرض في قناة عمومية بالمغرب…متطرفة صهيونية ومناصرة للإبادة بحق شعب فلسطين+ صورة للتدوينة

تحرير: جيهان مشكور

في الآونة الأخيرة، أثار اختيار الممثلة الإسرائيلية المغربية إيفا قادوش، لتجسيد دور “مسعودة” في المسلسل المغربي الشهير “الناس لملاح” جدلاً كبيراً على الساحة الثقافية والإعلامية، إثرَ تصريحاتها الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي دعت فيها إلى مواقف متطرفة ضد الفلسطينيين، بما في ذلك الدعوة لإبادة غزة.

بطلة مسلسل “الناس لملاح” المستوطنة الإسرائيلية تقيم في تل أبيب حسب المعطيات التي توصلنا إليها في الجريدة الاكترونية “دابا بريس “، و لا يبدو من نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي أنها شهيرة بكونها ممثلة، إذ تركز منشوراتها على الطبخ والتعريف بمأكولات شعبية هي في الأصل في غالبيته مغربية، و تنسبها إلى إسرائيل.

وفق  منشورات تبثها هذه البطلة في مسلسل مغربي، الأمر يتعلق  بمتطرفة تتمنى  الموت والإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع، الذي مازال يعيش منذ عام تحت وطأة جرائم حرب إبادة جماعية بقطاع غزة والتي راح ضحيتها أزيد من 51 ألفاً بين شهيد ومفقود، أغلبهم من الأطفال والنساء جراء قصف صواريخ، منذ عام كامل، تحمل رسائل متطرفة مثل رسالة إيفا كدوش البطلة اليهودية بمسلسل “الناس لملاح“.

المسلسل الذي بثت أولى حلقاته، الخميس 26 شتنبر 2024، يسلط الضوء على عودة مغاربة يهود إلى أحياء “الملّاح” التي تشتهر بها عدة مدن مغربية، بعد سنوات من الهجرة خارج الوطن، وفي هذا السياق تنتظر مسعودة قدوم ابنتها “جِنين” التي لا تنوي التفريط في منزل والدتها “الذي أثار أطماع أحد السماسرة، لتعمل جاهدة على إعادة ترميمه بعد العودة”، حسب الموقع الرسمي للقناة الثانية.

إيفا قادوش، الممثلة المغربية اليهودية التي تؤدي دور “مسعودة” ، قدمت للجمهور نموذجا لشخصية مغربية عاشت في الصويرة وكانت معروفة بطيبوبتها، أخلاقها العالية، وتعاملها الإنساني مع كل من زار مطعمها في حي درب لعلوج، هذه الشخصية الحقيقية تعكس التراث المغربي الأصيل المبني على التسامح والتعايش بين مختلف الديانات والثقافات، هذا التناقض الصارخ وضع علامات استفهام كبيرة حول طبيعة تلك القيم التي تدّعي تمثيلها.

وإذا ومن خلال المعطيات والوقائع وشخصيية البطلة، كيف يمكن لفنانة، تسوق نفسها كرمز للتعايش بين الأديان والثقافات في المغرب، أن تنحدر إلى مثل هذه المواقف المتطرفة، وتدون تدوينات فرحة بالإبادة، من شاكلة نشرها لصورة صاروخ إسرائيلي في 23 نونبر 2023 -متوجه إلى قطاع غزة، لتكتب،  عليه بخط اليد “أتمنى أن تقصفكم هذه الصواريخ بشكل مباشر”، وتزامن توقيت نشر هذا المنشور مع إقدام عدد من المستوطنين على حجز مكان لرسائلهم المتطرفة على الصواريخ التي يرسلها جيش الاحتلال لتدمر منازل المدنيين وتقتل الأطفال والنساء في غزة.

تجدر الإشارة أن رسائل كدوش إلى الفلسطينيين لم تبدأ في هذا التاريخ، حيث سبق لها أن نشرت في السابع من أكتوبر 2023، عبارة تدعو من خلالها إلى إبادة أزيد من 2.124.000 إنسان في غزة، وكتبت قائلة: “غزة ستُمحى اليوم”.
كما نشرت عدة منشورات أخرى تدعم من خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدعو له بالنصر من تخوم لبنان إلى صحراء مصر.

إيفا قادوش، بصفتها فنانة مؤثرة، تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه جمهورها ومنها  المجتمع المغربي المتشبث بالقضية الفلسطينية والذي تعتبرها قضية قومية تجري مجرى الدم في العروق، حيث يستعد المغاربة للخروج في “مسيرة شعبية كبرى” دعت إليها العديد من الهيئات السياسية والحقوقية، الأحد القادم 6 أكتوبر 2024، للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني والتنديد بالاغتيالات في صفوف القادة البارزين للمقاومة و الصحافيين.

إضافة إلى ذلك من المقرر أن تُنظَم احتجاجات أخرى بسائر مناطق المملكة في اليوم الموالي الاثنين 7 أكتوبر 2024 بمناسبة ذكرى مرور سنة كاملة من العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصر.

إن، الدعوة لإبادة غزة لا تعكس فقط انحيازاً أعمى، بل تعد جريمة ضد الإنسانية تتنافى مع كافة المواثيق الدولية والقيم الإنسانية، مثل هذه التصريحات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تندرج تحت حرية التعبير، بل هي تحريض مباشر على العنف وتشجيع لجرائم الحرب.

في هذا السياق، الجمهور المغربي والعربي يطالب قادوش بالاعتذار عن تصريحاتها والتراجع عن مواقفها المتطرفة، واستغلال منصتها للترويج للقيم الإنسانية النبيلة، فالفن هو وسيلة قوية للتأثير على المجتمع، ويجب أن يُستخدم لتعزيز قيم السلام والتعايش بدلاً من نشر الكراهية والتحريض على العنف.

الان نحن، أمام مسلسل مغربي في بطولته شخصية صهيونية متطرفة ومع إبادة الفلسطنيين بغزة، وتروج لمسلسل يعرض في قناة عمومية للمغرب، ملايين المغربة يعبرون عن رفضهم التطبيع مع هذا الكيان الاستيطاني العنصري.

تبقى الأنظار موجهة نحو المنتجين وصناع “الناس لملاح” في كيفية التعامل مع هذا الجدل، هل سيستمرون في دعم قادوش رغم ردود الفعل الغاضبة؟ أم سيقررون البحث عن بديل يحترم القيم الإنسانية الأساسية التي يدعي المسلسل الترويج لها؟ في كل الأحوال، هذه الحادثة يجب أن تكون تذكيرًا للجميع بأهمية التفكير في التأثيرات طويلة الأمد لكلماتنا وأفعالنا، وبأهمية تعزيز الحوار والتسامح في زمن تشتد فيه التوترات السياسية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى