الرئسيةثقافة وفنون

الناقد السينمائي محمد بكريم يقرأ لقطة من فيلم “ألف شهر” لفوزي بن سعيدي

قال الناقد السينمائي محمد بكريم: إن “…هناك لقطة جميلة جدًا في افتتاح فيلم “ألف شهر” لفوزي بن سعيدي: في منظر طبيعي عند الشفق، على تلة بالقرب من قرية مجهولة، يمسح حشد من الرجال والنساء والأطفال (الجمهور؟) الأفق. النظر موجه خارج المجال hors champ. الكل في وضعية الانتظار: انتظار من؟ ماذا؟…

وأضاف بكريم في تدوينة له على صفحته على الفايسبوك، أن الجواب على هذيين السؤاليين،  يتم على مستويين: من ناحية عالم الفيلم (القصة)، فإن سكان القرية ينتظرون ظهور الهلال معلنا حلول شهر رمضان.

ولكن على مستوى أخر، التأويل يذهب أبعد من ذلك بكثير، فإن هذه النظرة نحو هذا الأفق الذي لا يزال غامضًا هي نظرة جمهور الفيلم: إنهم ينتظرون اكتشاف أول فيلم روائي طويل للمخرج الشاب؛ ولكن بشكل ما، إ”نه جمهور السينما المغربية بأكمله وهو يتساءل عن وعود الموجة الجديدة التي تصل الى الشاشات رافعتها جيلا جديدا من المخرجين.”

وتابع المتحدث ذاته، أنه ربما اليوم النبوءة صدقت مع ما تعرفه السينما المغربية من دينامية. وكان هذا ما كتبته سنة 2004 بمناسبة الفقرة الخاصة التي نظمها مهرجان مراكش حول السينما المغربية، وأصدر بالمناسبة كتالوج حول الأفلام المبرمجة.

وأورد بكريم في تدونته، أن الراحل نورالدين الصايل كان بصفته مسؤولا بالمهرجان قد طلب منه نصا تقديميا لهذا المنشور. نص لقي استحسانه أولا وحظي بتداول واسع (سعدت مثلا حينما توصلت بنسخة منه مترجم الى الكورية).

يشار أن الفليم “ألف شهر” يحكي أنه في المغرب سنة 1981 في  شهر رمضان. تنتقل أمينة للعيش مع والد زوجها أحمد مع ابنها مهدي البالغ من العمر سبع سنوات في قرية في قلب جبال الأطلس، وأنه و أثناء وجود والده في السجن، يعتقد مهدي أنه ذهب للعمل في فرنسا: “تحافظ والدته وجده على هذا السر للحفاظ عليه، في المدرسة، يتمتع بشرف الجلوس على كرسي المعلم. علاقته بالقرية وأصدقائه والعالم مبنية على هذا الشيء. إنقاذ مهدي هو الشغل الشاغل لأمينة وأحمد، لكن بأي ثمن؟ التوازن الهش في هذه الحياة يهدد بالتحطم كل يوم”.

ألف شهر فيلم مغربي إنتاج 2023 للمخرج فوزي بن السعيدي.  ويحكي الفيلم قصة أمينة التي تلجئ رفقة ابنها المهدي إلى منزل والد زوجها با أحمد بإحدى قرى جبال الأطلس بعد أن اعتقل زوجها عبد الكريم لأسباب سياسية.

فيلم « ألف شهر »، الذي يعد أول شريط مطول أنجزه فوزي بنسعيدي، وحاز على جائزة « نظرة ما » لمهرجان كان السينمائي سنة 2003، فهو عبارة عن سجل سينمائي لقرية من خلال عيني طفل يبدو عاديا، ضمن سياق سياسي وديني خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى