
تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتمثلة في الذكاء الاصطناعي التوليدي على إعادة تشكيل وسائل تعلم اللغات بطريقتها الفريدة.
وفي الوقت الحاضر، هناك العديد من المنصات الذكية والنماذج الضخمة لتعلم اللغات، مثل “بابل”، و”دوولينغو”، ونموذج “أيه آي تاييان” الضخم لفهم نصوص اللغة الصينية القديمة، والذي أطلقته جامعة بكين للمعلمين، حيث تظهر الإمكانات الكبيرة والقيمة الفريدة للذكاء الاصطناعي في تعزيز عملية رقمنة تعلم اللغات وتعزيز الميراث الثقافي والابتكار.
يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي اختراق القيود الجغرافية والموارد في تعميم اللغات الشفوية والكتابية الوطنية العامة في أية دولة من الدول الموجودة في العالم، وتوليد موارد تعلم لغوية عالية الجودة ومخصصة تتوافق مع الثقافة المحلية بكفاءة ونوعية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضاً استخدام تكنولوجيا الأشخاص الرقميين الافتراضيين “لاستنساخ” المعلمين المتميزين، و”نقلهم” من المناطق المتطورة إلى المناطق النائية، كما يمكن لمعلمي الذكاء الاصطناعي التدريس والتفاعل حتى يتمكن المتعلمون، على نحو متواصل، من تلقي دروس تعليم لغوي عالي الجودة.
وإضافة إلى ذلك يمكن توفير أساليب مخصصة ودروس خصوصية ذكية لمتعلمي اللغات، فللذكاء الاصطناعي القدرة على دمج دروس تعلم اللغات، بشكل عميق، مع ظروف المتعلمين الواقعية المتمثلة في مستواهم اللغوي الحالي، وخبرتهم في الحياة وخلفياتهم الثقافية، ما يحقق تحسين ملاءمة التعلم وجاذبيته.
وفي تعليم اللغة الصينية في البلدان والمناطق خارج الصين، يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أن تنشئ ملفات تعريف المتعلمين بكفاءة، وتحلل وضع المتعلمين التعليمي واهتماماتهم وميولهم، ثم تولد برامج تعليمية مخصصة وقابلة للتكيف بناء على أساسيات المتعلمين وأفضل أساليب تعلمهم، بالإضافة إلى مساعدة المتعلمين على تصحيح أخطائهم في الوقت المناسب من خلال ردود الفعل في الوقت الفعلي، وهو ما يقلل صعوبة تعلم اللغة الصينية للأجانب بشكل كبير.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق الأشخاص الرقميين للمعلمين الافتراضيين، أو “رفقاء التعلم الافتراضيين”، ما يخترق نمط التدريس التقليدي، أي “معلم واحد أمام عدد من المتعلمين”، لتحقيق أساليب تعليم جديدة متمثلة في نمط “معلم واحد مع متعلم واحد” أو نمط “عدد من المعلمين يدرسون متعلما واحدا معا”.
وفي إطار تصميم مبتكر لموارد التدريس لتحقيق جودة وكفاءة أعلى، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن جودة موارد التدريس بالاعتماد على بنية نموذجية ذكية مخصصة، مع تقليل التكلفة والعتبة التقنية للتصميم. ويمكن للذكاء الاصطناعي مع تطبيق تكنولوجيا الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز أن يخلق بيئات لغوية افتراضية شبيهة بالظروف الواقعية، ويوفر للمتعلمين تجارب تعليمية غامرة ويعزز نتائج التعلم.
وعلى سبيل المثال، يمكن لغرفة انغماس معرفي مزودة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أن تجعل الطلاب الأجانب الذين يريدون تعلم اللغة الصينية في خارج الصين يشعرون وكأنهم في مطعم صيني، أو حديقة، أو فصل تدريب فن تاي تشي في الصين.
وعلاوة على ذلك، فإن ممارسة الحوار باللغة الصينية مع روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي في الجو الثقافي الصيني الغامر للطلاب الأجانب في الغرفة، تتيح فرصة إتقان اللغة الصينية بشكل طبيعي، مع تعزيز تجربتهم مثل ما في بيئة الألعاب الإلكترونية الافتراضية بشكل ملحوظ.
وثمة مخاطر محتملة لا يمكن تجاهلها في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على الرغم من الفوائد العديدة لهذه التكنولوجيا في المساعدة في تعلم اللغات، فثمة احتمال وجود معلومات وهمية وخاطئة في الموضوعات التي تشملها نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة لتعلم اللغات.
ولهذا السبب، هناك حاجة إلى تنفيذ عمليات التحقق الصارم من صحة الموضوعات، التي يتم إدخالها إلى محتوى نماذج الذكاء الاصطناعي لتعلم اللغات، وفحص المحتوى القائم في النماذج الضخمة المستخدمة في تعلم اللغات، بالإضافة إلى المراجعة والتصحيح بشكل منتظم للمواد التعليمية المولدة من قبل الذكاء الاصطناعي.
بدوره أشار ليو يوي، باحث في جامعة بكين، إلى أنه من المهم توضيح صلاحيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على أوجه القصور فيه، وذلك لتحسين قدرة المتعلمين على التحكم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ ومن المهم أيضا توضيح الدور المساعد للذكاء الاصطناعي في تعلم اللغات، وذلك لضمان تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال تعلم اللغات بشكل صحي ومعياري.