الرئسيةرأي/ كرونيكميديا وإعلام

حينما يستدعى دوركايم لخنق الصحافة…أيوب الرضواني يكتب: هل من المهنية السُّكوت عن تجريف للشأن العام بتشريعات وممارسات تقـتل السياسة

بقلم: أيوب الرضواني

☆ تحقيق صحفي أشعل أكبر فضـ.يحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة (ووترغيت)، ودفع الرئيس نيكسن للإستقالة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الإقالة.
☆ تحقيق صحفي فجَّـ.ر فضـ.يحة تمويل القذافي لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، فتمت مُحاسبة الرجل والحُكم عليه كيا أيها الناس.
☆ تقرير صحفي نبَّه الإسبان إلى أن ملكهم (خوان كارلوس) يتفطح ويلعب مع الفِيَلة، بينما يعانون من آثار أزمة 2008 الخانقة. ليخرج الملك ويعتذر لشعبه، ويُخطط للاعتزال وتسليم العرش لابنه.
☆ تحقيق صحفي آخر عاقب بموجبه الملك الإسباني الإبن (فيليب السادس) أباه (خوان كارلس) بحرمانه من مخصصات التقاعد، يوم خرجت معلومات تُفيد تلقي الملك الأب عمولات من السعودية في صفقة قطارات مع مدريد.

وغيرهم الكثير الكثير من مهام ووظائف تُنجزها صحافة العالم الحُرة كسلطة رابعة تهتز لها عروش، وتُقيم الدنيا ولا تُقعدها.
أمثلة من بلدان صديقة وشقيقة، نمنحها صفقات بآلاف المليارات، ولكننا نجد صعوبة كبيرة وكبيرة جدا في تقليدها في ممارسات “مجانية”.

وقائع، كان لا بد من استحضارها لتذكير اللجنة المُؤقتة (الدائمة) و”لامين” ديالها “مو جا هيد” بدور ووظيفة الصحافة، ونحن نرى سي “لامين” يستحضر الفيلسوف (دوركاييم) للدفاع عن خنـ.ق وقتـ.ل الصحافة، بحجة الالتزام بأخلاقيات وشرف المهنة!
وهل من أخلاق المهنة أَ سّي “لامين” سُكوت مجلسكم وأعضاءه ومنابركم المُمولة من قوت الفقراء، عما يقع في هذا الوطن الجريح؟

● هل من المهنية السُّكوت عن ما يجري من تجريف للشأن العام بتشريعات وممارسات تقـ.تل السياسة؛ إقرار البرلمان عتبة انتخابية تحرم أي حزب من الاقتراب حتى من الأكثرية، وتُفرق دم الشعب بين دكاكين انتهازية رأسمالها الأموال القـ.ذرة؟
● هل من أخلاقيات المهنة كِتمانكم الشهادة فيما يقترفه ويفعله “وزير العزل سّي محمد” من مسطرة مدنية تحرم المزاليط نهائيا من العدالة، وقانون مسطرة جنائية يحمي المجـ.رمين ويُعاقب المُبلغين؟ إضافة إلى إقـ.بار قانون من أين لك هذا؟ واستبداله بعنجهِية هنيئا لك بهذا؟
● هل من الشهامة والرجولة والشرف جُبنكم في مواجهة زواج المال بالسلطة، وغرق مُسيري الشأن العام في تصالح المصالح حتى الأذنين؟ أم أن طعم الشّاي بالغازوال لا يُقاوم؟!
● أليس من العار سُكوتكم مجلسا وصحافة ومنابرا عن الحكم بعام واحد على سـ.فاح ارتكب عُرّاما من الجرائم الفظيعة لأنه ملايري، والحكم عامين على مواطن عبَّر عن رأيه لأنه سابح ضد التيار؟
● أين مواقفكم من خطط وممارسات تشريد آلاف المغاربة من مواقع تاريخية واستراتيجية في الرباط وكازا دون سند قانوني، لفسح المجال لأثرياء إمارة خليجية بعمر انقـ.لاب أوفقير (1972) للدخول والعبث باقتصاد وأمن هذا الوطن، بتعاون مع أبناء شعب الله المُحتال؟
● أين مواقفكم وشرفكم وعِزتكم وبياناتكم النارية من آلاف أحكام البراءة والأحكام الجد مُخففة في قضايا اغتـ.صاب الأطفال؟
● أين غيرتكم على الوطن في نزيف المال العام، وسـ.رقة أكثر من 120 ألف مليار سنتيم خلال 5 عقود، دون أن يلج قط واحد السـ.جن ولو لساعة.
أين أين أين….؟

استحضار سي “موجاهيد” للفيسليوف (دوركاييم)، وحشرِه وتقزيمه للدفاع عن موقف لا محل له من الإعراب، ذكرني بامتحانات الفلسفة الخاص بالسيزيام والباك، حين يجد التلميذ المسكين نفسه مضطرا للاستعانة بفيلسوف من هنا وآخر من هناك للدفاع عن موقف هو أصلا غير مقتنع به، أو لا يفهم فيه إوزة، طمعا في نقطة على ورقة.

سي “مو جا هيد” هو ذلك التلميذ، والنقطة هي بزُّولة الدعم العمومي وبْريمات وصاليرات سمينة يتقاضاها وأشباهه من هيئة “مؤقتة”، غير شرعية ولا دستورية، تحل محل مؤسسة مستقلة نص الدستور على إحداثها منذ 14 عاما!

أخيرا سيد “مو جا هيد” لا أنصحك بالتَّنطُّع على المهداوي أو تقطير الشمع عليه، واتهامه باستجداء الدعم من المتابعين. لأنه حتى ولو افترضنا أنه فاعل، فعلى الأقل الرجل يطلب دعما من أناس يتكلم بلسانهم ويُعبر عن معاناتهم. وهو دعم يمنحونه إياه عن طيب خاطر، مثل أجود أنواع السمن مع ألذ أصناف العسل.

أما أنت يا يونس ويا شحـ.تان وغيركما الكثير، فتمتصون البزُّولة (الضرائب) من المنبع دون موافقة المواطنين ولا استشارتهم. والشيء المؤسف، المُضحك والمُبكي أنكم تُخدرون نفس من تمتصون ضرائبهم وبأموالهم بدل أن تُنيروا طريقهم؛ تُغرقونهم جهلا وسفاهة وسطحية، عوض الارتقاء بعقولهم وتفتيح ضمائرهم.

فيا سيد مو جا هيد؛ إن كان بيتك من زجاج، إيّاك ثُمَّ إيّاك أن تُغير ملابسك في الصالون!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى