الرئسيةرأي/ كرونيك

معلقا على تصريح لبنكيران…رشيد الوالي والسياسة

بقلم الدكتور كمال السعيدي
في خرجة ناذرة عاد الفنان رشيد الوالي الى ممارسة السياسة معلقا على آخر تصريح لبنكيران تفوه فيه بالقول البديء ضد خصومه وقال له عيب عليك آسي بنكيران ..
في الحقيقة كان رد الوالي مؤدبا شكلا ويدخل في إطار حقه المشروع كمواطن في التفاعل مع القضايا والمستجدات التي تعرفها الساحة السياسية ..
لكن بما أن سي رشيد قال أنه لا يمارس السياسة وبما أنه ناذرا ما يدلي بدلوه في تفاصيلها فإن ذاكرتي سجلت له لحظة أخرى قبل خرجته هته وهي حين تزعم مبادرة للتصدي لفنان آخر كان يحتج ضد المنع على هامش أحد المهرجانات الكبيرة في مراكش وهو الفنان أحمد السنوسي .. كان ذلك منذ سنوات أعتقد 2006 أو 2007 .. لا أذكر بالضبط .
.
في الحالتين معا خرج سي رشيد للتعبير بشكل غير مباشر عن موقف داعم للسلطة ..
في حالة بزيز الأمر واضح لأنه سواء اتفقنا أو اختلفنا معه ومع طريقته فإنه عانى من منع حقيقي ليس فقط في التلفزيون ولكن حتى في حقه في القاعات العمومية وواضح كذلك لأن طريقة الإحتجاج التي اختارها في مراكش كانت مزعجة للسلطة بالنظر لخصوصية هذا المهرجان الكبير .. فكان أن تكلف فنان مثله بالمهمة ..
في حالة بنكيران .. ربما الأمر أقل وضوحا رغم أن الرجل فاعل سياسي خدم السلطة وربما ارتمى في أحضانها في فترة ما وهو لا يخفي إلى الآن رغبته في العودة إلى هذه الأحضان مجددا الا أنه شخصية متمردة وغير موثوقة وربما مزعجة للسلطة لهذا السبب ومن هذا الباب أفهم تعليق الفنان الوالي على بنكيران .. وأفهم أن الفنان رشيد الوالي يمارس السياسة وإن بشكل غير مباشر ..
 
تلجأ السلطة أحيانا إلى استقطاب بعض المشاهير من عالم الفن لتسويغ أو تمرير بعض مواقفها .. مثلا في حراك الريف أتذكر الطائرة التي أقلت عددا من الفنانين وأغلبهم من عالم الموسيقى والتمثيل على ما أعتقد، للقيام بزيارة إلى مدينة الحسيمة وواضح أن تلك الزيارة كانت مرتبة بعناية .. من الصعب التصديق أنها كانت عفوية .. قيل أن الغاية هي الدعاية للسياحة بالمدينة والواضح أنها كانت لإمتصاص غضب الشارع وتحقيق التهدئة بعد الإحتقان والإعتقالات التي تلت قمع الحراك ..
ليس عيبا أن يدافع الفنان أحيانا عن مواقف يتقاطع فيها مع السلطة إذا كان يعبر أيضا عن مواقف يناهض ويعارض فيها توجهات الأخيرة ولو أن الأصل في الفنان بوصفه مثقفا أن يكون صوتا مستقلا ومزعجا لها لا رجعا لصداها .. مزعجا بالمعنى الإيجابي أي الذي يساءلها حين تخطئ ويثور في وجهها حين تطغى حتى إذا بدر منها ما يستحق الإشادة فعلا وحقا لم يجد الحرج في الإشادة ودون أن يفقد احترامه لنفسه ولدوره في مجتمعه ..
بالعودة إلى الفنان رشيد الوالي الذي أحبه المغاربة في الكثير من أعماله .. أرى أنه من الجيد أن نسمع صوته وصوت باقي زملائه في القضايا السياسية والمجتمعية، بالنظر للوضع الإعتباري الذي يحضون به، ولكن حبدا كذلك أن يكون هذا الصوت نابعا من قناعات مبدئية ومستقلة بعيدا عن الصورة التي عرفنا بها الفنانين في ملاحم زمن مضى.
وفي هذا الصدد أذكر أن الفنانة فاطمة تيحيحيت مثلا كانت ضمن وفد الحسيمة إياه، ولكنها في قضية التطبيع، و عبرت عن موقف قوي جلب لها الكثير من التقدير والإحترام ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى