
غزة وعبء ترامب “يحضران” بمهرجان كان السينمائي
-أ ف ب: انطلق مهرجان كان السينمائي 1946 اول من امس، في دورته الثامنة والسبعين بحملة شرسة للنجم الأميركي روبرت دي نيرو على الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الجاهل”، داعياً إلى “الدفاع عن الديمقراطية” في وجهه، فيما خيّم طيف الحرب في غزة أيضا على بدايات هذا الحدث السينمائي الكبير.
وقال روبرت دي نيرو البالغ 81 عاماً “في الولايات المتحدة ندافع بشراسة عن الديمقراطية التي لا زلنا نعتبرها مكسباً”، مضيفاً إن الفنانين “يشكلون تهديداً للطغاة والفاشيين في العالم”.
رئيسة لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش
أما رئيسة لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش فنددت بـ “الحرب والفقر (..) وشياطين همجيتنا” التي “لا تسمح لنا بأي قسط من الراحة”. وذكرت في كلمتها “رهائن السابع من تشرين الأول/أكتوبر وجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يقاسون الرعب ويموتون في شعور رهيب بالتخلي”.
لكنها حرصت خصوصاً على توجيه تحية إلى روح المصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة التي قُتلت في قصف إسرائيلي على غزة في منتصف ابريل.
وقالت “عشية مقتلها علمت أن الفيلم الذي تظهر فيه اختير هنا في مهرجان كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة. الفن يبقى. فهو شاهد قوي على حياتنا وأحلامنا”.
وقبل أن يعلن المخرج الأميركي كوينتن تارانتيناو افتتاح دورة المهرجان أمام كوكبة من نجوم السينما العالمية، تسلم مواطنه روبرت دي نيرو سعفة ذهبية فخرية من يدي ليوناردو دي كابريو الذي شارك معه بطولة أفلام عدة.
وتميزت مراسم الافتتاح أيضا بتحية غنائية أدتها المغنية الفرنسية ميلين فارمر، لروح السينمائي الأميركي ديفيد ليشن الذي توفي في يناير.
وحضرت الافتتاح الذي عرض خلاله فيلم “بارتير أن جور” (“Partir un jour”) الفرنسي الغنائي الاستعراضي، كوكبة من النجوم صعدت سلالم قصر المهرجانات الشهيرة.
وبين هؤلاء الممثلة الأميركية إيفا لونغوريا. أما الممثلة الأميركية هالي بيري العضو في لجنة التحكيم، فأتت مرتدية فستانا مخططا بالأسود والأبيض بعدما أعلنت انها اضطرت لتغير زيّها في اللحظة الأخيرة لأن ذيله كان “طويلا جدا”، تماشيا مع قواعد اللباس الجديدة التي أصدرتها إدارة المهرجان هذه السنة.
غير أن آخرين لم يحذوا حذو هالي بيري. فقد سارت عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم على السجادة الحمراء بفستان وردي طويل، في حين ظهرت الممثلة والمؤثرة الصينية وان تشيان هوي بتنورة بيضاء واسعة.
وحتى قبل يوم الافتتاح، أدركت أصداء العالم المهرجان اعتبارا من مساء الاثنين مع نشر صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية رسالة مفتوحة وقعها نو 400 نجم سينمائي تدعو إلى كسر “صمت” أوساط الثقافة حول الحرب في غزة.
وحل طيف الفوضى العالمية أيضا من خلال عرض ثلاثة أفلام وثائقية حول أوكرانيا من بينها “Notre Guerre” (“حربنا”) للمفكر الفرنسي برنار هنري ليفي.
وتزامن انطلاق المهرجان مع محطة أساسية في حركة مي تو في فرنسا، مع الحكم بالسجن على الممثل الفرنسي الشهير جيرار دوبارديو مدة 18 شهرا مع وقف التنفيذ بتهمة الاعتداء الجنسي أثناء تصوير فيلم. وينوي الممثل استئناف الحكم.
وتمنح جولييت بينوش وأعضاء لجنة التحكيم، بينهم الممثلان جيريمي سترونغ وهالي بيري والروائية ليلى سليماني، جائزة السعفة الذهبية في 24 ماي إلى أحد الأفلام الـ22 المشاركة في المنافسة.